ماذا جنيت من الأدب؟ / تفعيلة

لـ فريد مرازقة القيسي، ، في غير مصنف، 4، آخر تحديث

ماذا جنيت من الأدب؟ / تفعيلة - فريد مرازقة القيسي

- مَاذَا جَنيتَ من الأَدَبْ؟
 
- بَعض القَصَائدِ وَالخُطَبْ...
وَكلامُ لَيْلٍ عَابِرٍ بَحْرَ الخَشَبْ
كَأَبِي لَهَبْ...
مَا كُنْتُ إلَّا جَاهِلًا أَنْ لَا أَدَبْ
فِي هَذِهِ الأَرضِ الَّتِي تَحْمِي الأديبَ بِدَفْنِهِ ...
تَحْتَ الذَّهَبْ.
 
- هَلَا شَرَحتَ بِلَا طَرَبْ؟
 
- طَبْعًا! تَفَضَّلْ!
عَانِقِ المعنَى طَوَيلًا وَافهمَنَّ بلا عَجَبْ:
 
فِي حينِ كُنْتُ بِغُرْفَتِي
مُسْتَمْتِعًا بِقَصِيدَتِي...
قيلَ: انسَحَبْ
 
فَخَرَجْتُ عَلِّ الشِّعْرَ يَعْرِفُ نَخْوَتِي...
فَمضَى، هَرَبْ
 
نَادَيْتُ: يَا أهلَ العُرُوبَةِ أَيْنَكُمْ؟
أيَضِيعُ فَحْلٌ بَيْنَكُمْ؟
فأَجابَ مُعْظَمُهُمْ: أَفِقْ!
يَا مَنْ طَلَبْتَ عُرُوبَةً...
مَا مِنْ عَرَبْ!!
 
رَمَّمْتُ كَسْرَ فُحُولَتِي
بعدَ الغَضَبْ...
لَكِنَّنِي مَا كُنْتُ أَدْرِي أَنَّ مَا بِيَ قَدْ قُلِبْ
 
فَسَأَلْتُ نَفْسِيَ مَا جَنيتُ مِنَ العَرَبْ؟
 
- قَالَتْ تُوشوِشُ: لَا عَتَبْ!
أَنَا كُنْتُ أَدْرِي كُلَّ ذَا ...
لَكِنْ تَركتُكَ ،كالحَطَبْ
بينَ القصائِدِ تَلْتَهِبْ .
 
قَدْ عَلَّمُونِي أَنَّ مَنْ رَقَصَتْ لَهُمْ
مِنْ غَيْرِ سِتْرٍ سَاتِرٍ ...
تحت الرُّكَبْ...
نَالَتْ مَدَائِنَ مِنْ ذَهَبْ...
 
وَمُخَنَّثٌ هَزَّ النُّوَاحُ مُحِيطَهُ
ملأ السماء تفاخرًا...
وَالكُلُّ يَصْرُخُ بِالطَّلَبْ:
زِدْنَا فَإنَّ الذَوْقَ فِينَا مَاتَ يَهْوَى صَوْتَكُمْ...
رغم العَطَبْ...
فَبِصرْخَةٍ نَالَ الرُّتَبْ
 
وَإمَامُ منبَرِهِمْ بِأحكامِ المحيضِ عَلَا عَلَى
بعضِ السُّحُبْ
قَالَ: اجْعَلُونِي مُفْتِيًا أَبِعِ الدُّنَا وَأُجِيزُ مَا
قَدْ حَرَّمُوا...
فَقَط امنَحُونِي طِفلَةً غَجَرِيَّةً...
عينٌ لهَا مثلُ الشُّهُبْ
قَصْرًا فسيحًا فيهِ أشجارُ العِنَبْ
قالَ الجَمِيعُ : إمامَنَا!
آثَرْتنَا فِي ذي الخُطَبْ...
خُذْ مَا تَيَسَّرَ مِنْ لُعَبْ...
 
...
 
إلَّاكَ أنتَ بَقِيتَ مسجونًا هنَا...
بينَ الكُتُبْ.
تَرْمِي كَلَامَكَ كالسِّهَامِ وَ لمْ تَنَلْ...
إلَّا حكاياتِ العَرَبْ...
وَالبؤسُ مِنْكَ قدِ اقتَرَبْ
شَيئًا فَشَيئًا لَمْ تَعُدْ إلَّا استِفَاقَةَ نَائِمٍ مِنْ نَوْمِهِ...
حينَ انقلَبْ...
تَبًّا وَ تَبْ...
 
هَلَّا فَهِمْتَ - عَلَى الدَّفاتِرِ- مَا كُتِبْ؟
فإذنْ تَرَيَّثْ لَا تَسَلْنِي مَا جنيتُ منَ العرَبْ.
 
هَا قد شرَحتُ فَلَا تَسَلْ...
ماذا جنَيتُ منَ الأدَبْ...
 
#فريد_مرازقة
© 2024 - موقع الشعر