شمع الخواطر - محمد زيدان شاكر

سكونٌ بليليَ حائرْ
ونَفْسٌ عَرَتْها الثَّوائِرْ

ولحظٌ يفارقُ حُلْمًا
وقلبٌ غَزتهُ المشاعرْ

وعقلٌ حوى كل شيءٍ
ولكنْ مشى في دوائرْ

وفِكرٌ يجوبُ الخفايا
يؤبُ كئيبًا وحاسِرْ

وأَحْسَبُ ليلي يُبالي
بهذا العَليلِ المُسامِرْ

أُحَدِّثُ لكن جُزافًا
بريقَ النجومِ الغوابرْ

تُراها أتدري لماذا
أضاءتْ ظَلامَ الدياجرْ

ومُزنٌ بعيدٌ لطيفٌ
يَمُرُّ مُرورَ المُسافِرْ

ويُغدِقُ غيثًا فَيسقي
تَقي القلوبِ وفاجرْ

فيا ليتَ غيمًا رَكوبي
ونفسي عليه تغادِرْ

وقلبٌ أصابَ يَقينًا
ولبٌ أراهُ لماكِرْ

إلهي أراكَ بقلبٍ
جَلي وصافِ البصائِرْ

وتهفو إليكَ نُفوسٌ
برغم اختلافِ المَقادِرْ

وكونٌ جميلٌ تَبَدَّى
لطيفًا يَشِفُّ السرائِرْ

فيا من رأى الكونَ لُغزًا
ألا خاطَبتكَ العناصرْ

وحارتْ بربي عقولٌ
وقالتْ كلامٌ لساحِرْ

وتاهتْ بهِ بعدَ شكٍ
وضَلَّتْ بِصَمْتِ المقابرْ!

عُجابًا أَتَرجِعُ روحي!؟
وإني رَميمٌ وبائِرْ!

وهل كانَ قَبْلُ بحي!
أما كانَ قَبْلُ بغابرْ!

عجيبٌ جحودُ قُلوبٍ
غريبٌ سُكوتُ الضَمائرْ

إذا فاحَ يومًا عبيرٌ
أَشَكٌ بفضلِ الأزاهرْ!

ودمعٌ وخدٌ بَليلٌ
أليستْ حَديثَ النواظِرْ

فَكَونٌ بعيدُ الزوايا
مَكينٌ جميلُ المناظرْ

أيُبْنى بِفَرض احتِمالٍ
أيَأتي عَديمَ المَصادِرْ

وقالوا حديثٌ قديمٌ
وقالوا كلامٌ لشاعرْ

أجاؤوا بحقٍ مُبينٍ
أكانوا شُهودًا حَواضِرْ

وتلك الأساطينُ سَلْها
ففيهمْ مُقِرٌ وكافرْ

فكلٌ يناقضُ كُلاًّ
بديني تُراني أُقامِرْ

وهَبَّ النَّسيمُ عَليلاً
فَأَطْفىَء شَمْعَ الخَواطِرْ

© 2024 - موقع الشعر