أحلام المنكوبين

لـ لطفي القسمي، ، في الرثاء، 4، آخر تحديث

أحلام المنكوبين - لطفي القسمي

دمر منزله
بلا سبب
مات أبويه
بلا سبب
رحل إلى مخيم اللاجئين
وبقيت ذكرياته عالقة
في منزله المدمر
حتى روحه
علقت هناك
فقط رحل جسده
خلفه ترك لوحة
رسمت بالدم
دماء والديه
في المخيم
وجد نفسه غريبا
وحوله ملايين الغرباء
ليست هذه أحلامه
ليست هذه طموحاته
وأي طموح ينمو
وسط الخراب
في خيمة كريهة
شارك الفراش
مع الغير
في خيمة عفنة
شارك الحسرة
مع القلوب
المنكسرة
شارك بقايا الخبز
مع باقي الجوعى
ليس الجوع
ما يخيفه
لكن سيناريو موته
المنتظر
قبل أن ينام
حمل قلم
وكتب على كفه
البارحة كنت مطمئنا
في حضن أمي
نعم لازلت أشعر
بالدفئ يغمرني
البارحة كنت
أقبل رأسي أبي
نعم لا زالت كلمات
رضاه تطربني
البارحة كان لدي منزل
بيت دافئ بالحب
البارحة كانت لي أحلام
وخطط لمستقبل بعيد
كان ذلك البارحة
اليوم أنا غريب
بين الغرباء
اليوم أنا يتيم
بين اليتامى
اليوم أنا بئيس
بين البؤساء
اليوم أنا عاجز
بين العاجزين
اليوم أن ضحية
بين الضحايا
اليوم أنا لاجئ
بين اللاجئين
اليوم أنا ناقم
مع الناقمين
اليوم أنا ساخط
وسط الساخطين
اليوم أنا لاعن
مع اللاعنين
اليوم أن رقم
بين الأرقام
قبل أن ينام
كتب رسالة
وفي الغد كان الرقم 100
بين الأموات
أما الرسالة
فكتب فيها
لن أسامح
© 2024 - موقع الشعر