خطاب الأب الأخير

لـ لطفي القسمي، ، في الحكمه والنصح، 6، آخر تحديث

خطاب الأب الأخير - لطفي القسمي

على الفراش ممدود
ممدود ومصدوم بشدة
ينتظر مصير غير معلوم
الموت ينتظره
شيء محسوم
أمسك بيد ابنه الوحيد
أمسكها بقوة
وبقوة أشد
قال في حسرة
ما بعدها حسرة
البارحة بني
نعم البارحة
كنت أنا أنت
جسد مفعم بالطاقة
وروح الشباب المستهترة
أعيش حياة لا موت بعدها
في الخلود كنت أعيش
هكذا ظننت
فعلت كل شيء
ولم أخف من شيء
ولكن لما أحس الآن
أني لم أفعل أي شيء
دار الزمن سريعا
لم يتوقف عند أي محطة
الزمن لعب لعبته بي
والآن
تقادم بي الزمن
وصرت من بعد الشباب شيخا
هرما على الفراش ممدود
أنتظر الخلاص
وماذا بعد الخلاص؟
أنتظر نهايتي
بني أتعلم؟
أنا أشاهد الغروب
أنا مرعوب
ما بعد الخلاص يرعبني
بني الحمد لله أنك بقربي
في آخر مشهد من حياتي
أنت معي
أنت حقا معي
دعني أتحسسك
لعلي أهذي
بني إني أرى ملخص حياتي
كل الأحداث مرت أمامي
قليلها أسعدني
وكثيرها أفزعني
بني قد حانت نهايتي
آسف، حقا أنا آسف
لم أترك لك سوى جثتي
اغفر لي بني ذنبي
بني اقبل وصيتي لك
لا تكن أبدا مثلي
بني اغفر واصفح
وعشك حياتك كما يرضى ربك
و حب الخير لغيرك
بني العمر يجري ويجري
بسرعة الضوء يمضي
بني تراني الآن عاجزا
عاجز عن تدارك أخطائي
بني أبدا لا تكن مثلي
لا تقلدني
تدارك أخطاءك قبل موتك
بني عيني تسيل دمعا
وروحي تهرب من جسدي
لكن أنا سعيد لأنك معي
لن أموت وحيدا
بني وداعا وشكرا
لأنك بجانبي لحظة موتي
© 2024 - موقع الشعر