خطاب شهيد فلسطين الأخير

لـ لطفي بن قاسم القالي، ، في الهجاء، 7، آخر تحديث

خطاب شهيد فلسطين الأخير - لطفي بن قاسم القالي

جهزوا معاولكم
وعطروا الأرض
واحفروا
حفرة على مقاسي
وجهزوا ترانيم جنازتي
فأنا أنوي ختم نفسي فيها
ليس كجبان مثلكم
لكن شهيد فخور
مثل أجدادي
وقبل توديعي
اسمعوا جيدا
آخر خطاباتي
أنتم لستم أنتم
إن كنتم مسلمين
فأنتم لست أنتم
فليس في الإسلام جبناء
ولا محبين للفساد
ولا خرس
يعجزون عن الكلام
ولا محبين للحياة
حبا جما
ليس في الإسلام جهل
ولا علماء جهلاء
ولا قادة نذلاء
ولا سفهاء
ولا فقهاء ضعفاء
يعرفون المنكر
ويصمتون
يعرفون الحق
ولا ينطقون
ليس في الإسلام
قوم مثلكم
ولا يقبل الاسلام
ضعفكم
فمن أنتم يا هؤلاء؟
أنا ضحية عصركم
وجدت نفسي
في صفكم
فكرهت عصركم
وأحببتم مغادرة
كوكبكم
وجدت نفسي عاجزا
في جماعتكم
فقررت توديع
ضعفكم
وجدت نفسي جبانا
في داركم
فمن الغباء البقاء
في جلبابكم
وجدت نفسي ضائعاً
في حديقتكم
فقررت مغادرة
حقلكم
وجدت الشجاعة
مخنثة في قلوبكم
فقررت صنع شجاعتي
بعيدا عنكم
وجدت نفسي مسجونا
في سجنكم
فقررت كسر
قضبانكم
والهرب
من سجنكم
وجدت نفسي
مقيدا بأغلالكم
فقررت فك أغلالي
وتحرير نفسي
من ضعفكم
وجدت نفسي
غارقا في جهلكم
فقررت مغادرة
سفينة تخلفكم
فجهزوا حفرتي
ونظفوا كفني
وافركوا عيونكم
لتسيل دموع نفاقكم
فأنا سأبحث
عن بقايا مجدنا
وسأعيد صنع
بطولتكم
ورسم البسمة
على وجوهكم
وتذكيركم
بتاريخكم
وأنكم كنتم رجالا
وما عدتم
سأجعل جسدي
قربان
يصلكم بتاريخكم
وسأجعل من روحي
مرجعا يذكركم
بأصلكم
ولكن عندما تعلن شهادتي
وأعود لكم عريسا
كفنوني أرجوكم
بدماء شهادتي
واغسلوني
بدموع السماء
لا بدموعكم
وأرسلوني
لملاقة ربي
وأرسلوا ذكرياتي
لقلوبكم
ودعوها تطهركم
من رجسكم
دعوها تخلصكم
من لعنتكم
ومن ضعفكم
من وهنكم
دعوها تذكركم
كيف كنتم
وكيف أصبحتم
لعلكم تطردون جبنكم
لعلكم تعيدون مجدكم
لعلكم عندما تضعون النطفة
في رحم زوجاتكم
تضعون نطفة
تلد رجالا غيركم
رجالا قادرين
على مسح عاركم
© 2024 - موقع الشعر