قصيدة عتاب

لـ عمر صميدع مزيد، ، في العتب والفراق، 33، آخر تحديث

قصيدة عتاب - عمر صميدع مزيد

لو كان ينفع في بعضكم عِتابا
لعاتبتُ نفسي في هواكم عِتابا
 
رفعتُ همَّكم فوق همي عُبابا
وغرقتُ وما حسبتُ لذاكَ حِسابا
 
واكتوَى وِجداني لكم محبةً
وجرت أدمُعي لأجلكم أحقابا
 
أُعاتبُ من شاؤوا وصلي خِلسةً
وإن ملُّوا غابوا عنِّي إحتِجابا
 
ما كنتُ أعلم أنِّي رأيتُ بسمةً
تُخفي من وراء بريقها أنيابا
 
وما كنتُ أعلم أن قلبها كاذباً
حتى عرفتُ بنفسي أنَّه كذَّابا
 
فما أصبح عندكم كان جريمةً
يا لهذه العقول كيف تنطقُ جوابا
 
فلا ترحموا قلباً تقطَّع حسرةً
قلباً بأنواع الهموم صار مُصابا
 
ولا تُشفقوا أبداً وزيدوا قسوةً
ولتجعلوا درب الصدود عِقابا
 
وتفنَّنوا بكل أصناف البغي شِدةً
ولا تيِّأسوا إن واجهتكم صِعابا
 
واجعلوا الأعصاب تشكو حُرقةً
فهل عُدتُ أملكُ يا ترى أعصابا
 
فكم صنتُ أحبة القلب مودةً
فالتهب القلب من غدرهم إلتِهابا
 
وكم بيننا من يرى بعضنا مُذنباً
فرجوتُ من كل مذنبٍ مَتابا
 
فنظمتُ لكم كتاباً فيه ملامةً
لم تقرؤوهُ يوماً لتعرفوه صوابا
 
أنا الخادم لكل من كان به رقةً
حتى لو كنتُ حُراً شريفاً لُبابا
 
فاعفو وإن كنتُ لستُ مُخطِئاً
فحسبي أن أُبدِّل بالإثم ثوابا
 
فلم يبقى من العمر إلَّا برهةً
والرأس من الهموم قد شابا
 
وأُبدل من هموم القلب بهجةً
فكفانا موتٌ على غمٍّ واكتِئابا
 
فالدنيا الزائِلة ليس فيها بقاءً
تُذهِبُ من تُريد وتُبقي من له ذهابا
 
فاجعلوا من كتابي هذا قيمةً
فتلقوا من ابتعاد الأحبة اقترابا
 
أبوفراس ✓ عمر الصميدعي
15/5/2019
© 2024 - موقع الشعر