نواحك كالنساء - حيدر شاهين أبو شاهين

نُواحُكَ كَالنِّسَاء النائحاتِ
وَتَغْرَقُ مِثْلَ ضَبّ فِي السُّبَاتِ

وَتَلتَحِفُ الْمَذَلَّةَ كُلِّ حِينٍ
كَأَنَّكَ قَدْ بُعِثْتَ مِنَ السُّكَاتِ

وَقَد بَاتَت حَيَاةُ الذُّلِّ أَغْلَى
لَدَيْكَ مِنَ التُّقَى وَالْمَكْرُمَاتِ

أَسِيرُ بأحرُفي مِنْ غَيْرِ هَدْيٍ
وَلَم أَلْقَى لِوصفِكَ فِي الصِّفَاتِ

فَقَد أعجَزتَني رَغْمَ امتلاكي
ﻷسبابِ الْبَلَاغَةِ وَاللُّغَاتِ

وَقَد أعجزتَ كُلّ حُرُوف جَرّي
وَرَفعي كَالْحُرُوف السَّاكِناتِ

لِدَفْعِ الدَّمِّ فِي جَنْبَيْكَ حَتَّى
تَعُودَ كَمَا بُعِثتَ إلَى الْحَيَاةِ

وَقَدْ آمنْتُ أَنِّي بَعْدَ جهدِي
جَحُودٌ جَاهِلٌ وأَلومُم ذَاتِي

وَمِن نَفْسِي الْمَرِيضَةِ جَارَ حُلْمِي
وَجُرتُ وَقَدْ عَبَرتُ بِأُمنِياتي

فَمَا أَنَا بِالنَّبِيِّ وَلَسْتُ عِيسَى
ﻷمضي وَاثِقًا بِالْمُعْجِزَاتِ

وَأَنساني جُحُودي إِنَّ رَبِّي
هُو الْمُحْيِي الْمُعِيدُ مِن الْمَمَاتِ

.........................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر