أباطره - حيدر شاهين أبو شاهين

كَم مَرَّ مِنْ خَلْفِ التُّخُومِ أبَاطِرَهْ
وَكَم انْحَنَى عُودِي لِرِيحٍ عَابِرَه

وَكَم اِنْتَشَى حَالِي بِنَصريْ كُلَّمَا
هَجَرَتْ لَيَالِي الشَّرْقِ مَنْفَى الذَّاكِرَه

ضَعْفِي وَرَغَم مَرَارَتي مُتَضَعْضِعٌ
وَتَدُكُهُ تِلْكَ الْأَمَانِيْ الجَّاسِرَهْ

وَتَبُثُ بِي أَمَلَ الْحَيَاةِ بِنُورِهَا
عَبْرَ الظَّلَامِ كَمَا النُّجُومِ السَّائِرَهْ

وَتَقُودُني مِن غفوَتي كَي أَرْتَوِي
بِالصَّبْرِ مِنْ تِلْكَ الْعُهُودِ الْغَابِرَه

فَأَعُبُّ مِمَّا قَدْ يَجُولُ بِخَاطِرِي
وَصَحَائِفُ التَّارِيخِ تِلْكَ الْحَاضِرَهْ

فَحقائِقُ التَّارِيخِ تُنْبِئُ بِاَلَّذِي
ماكانَ أَو سَيَكُونُ مِثْل الدَّائِرَهْ

وَوِلَادَةُ الْأَحْرَارِ لَا فرْقٌ إِذا
كَانَتْ كَمَا يَمنونَ أَوْ مِنْ خَاصِرَهْ

زَمَنُ الخَشَا وَلَّى وَوَلَّى مُدْبرًا
زَمَنُ الرُّؤُوسِ الحانياتِ الخاسِرهْ

وَالْحَقُّ مَهْمَا غَابَ يَبْقَى رُكْنُهُ
وَأَمَاكِنُ الظُّلُمَاتِ حَتْمًا غَائِرَهْ

حَتَّى وَلَوْ طَالَتْ لَيَالِي الْمُعْتَدِي
وَطَغَى الظَّلامُ عَلَى الدُّناوالباصِرهْ

وَرَأَيْتَ كُلَّ النَّاسِ نَامُوا خِشْيَةً
عَن حَقِّهِم فَعيونُ رَبِّي سَاهِرَهْ

.........................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر