حياة مسروقه - حيدر شاهين أبو شاهين

يَا سَارِقينَ النَّومَ مِن أَحْداقي
يَا دَافِنينَ الحُلْمَ فِي أَوْرَاقِي

إنِّي مَلَلْتُ وجودَكم فَلتَخرُجوا
مِنِّي وَمِن عُمرِي وَمِن أسواقي

مِن ضَيمِكُم زَادَت قِفَارُ مَرابِعي
وَغَدتْ جِيوبي تَشْتَكِي إملاقي

وَيَشِحُّ قُوتِي كُلَّ يَوْمٍ مِثْلَمَا
شِئْتُم وَزَالَ اللَّحْمُ مِنْ أطباقي

وَغَدتْ دُرُوبُ الْمَوْتِ حُلمَاً باذِخاً
وَأَرَى بِهَا دَربي إلَى إعتاقي

وَلَهَا أُنَاجِي كُلّ فَجرٍ عِنْدَمَا
أَدْنُو صَلَاةَ الفَجرِ مِنْ أعماقي

فالضَّيمُ أرهَقَني وَأَثقَلَ كاهِلي
مُتَفنِّناً كالمَوجِ فِي إِغْراقِي

قَد مَلَّتِ الشَّكْوَى لِسَانِي والدُّعا
وَالهَمُّ ملَّ لِرحلَتي وَعِناقي

وَأنَا غَدَوتُ أَسِيرَ ضَعْفِي إنَّمَا
قَد مَلَّ ضَعْفِي صُحْبَتِي وَرِفاقي

أَمضَيتُ عُمْرِي صَابِرًا رَغمَ الْأَذَى
لَن اُشْتَري لِمَذلَّتي بِنِفاقِ

أرنو إِلَى رَبِّي لِيُهلِكَ مِحنَتي
وَيَزِيدَ مِن صَبرِي وَمِن إغداقي

وَوَسيلَتي الإِيمَانُ أَنَّهُ نَاصِرِي
مَا ضَامَ رَبِّي طَيِّبَ الْأَخْلَاقِ

................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر