أبكيك أم أشكو إليك جراحي

لـ حيدر شاهين أبو شاهين، ، في غير مصنف، 9، آخر تحديث

أبكيك أم أشكو إليك جراحي - حيدر شاهين أبو شاهين

أبكيكَ أم أشكو إليكَ جِراحي
يا موطناََ قد فاضَ بالأتراحِ

غضبُ الطبيعةِ قد أذاكَ وإنَّني
أوذيتُ مِن أهلي ومِن أملاحي

هُدِمَت بيوتَك بالسِّيولِ ومنزلي
هدَمَتهُ أيدِِ خِلتَهُنَّ كراحي

وأنا وأنتَ مهجَّرانِ وحالُنا
متشابهُ القَسَماتِ والأرواحِ

أهلوكَ باتوا بالعراءِ وإنَّني
حتّى العراءُ يتوهُ مِن مِفتاحي

أبكيكَ يا سودانُ أم أبكي أنا
حالَ العروبةِ في يَدِ المَلَّاحِ

هذا يُطبِّعُ ذاكَ يَقلَعُ ظِفرَهُ
والآخرُ المعتوهُ ليسَ بصاحِ

عَبَّتْ جميعُ شعوبِهِم لمذلةٍ
مِن كَفِّهِم وتزيدُ بالأقداحِ

والكُلُّ يجترعُ المَذلَّةَ صاغِراََ
مُتملِّقاََ يخشى مِنَ الْإفصاحِ

وَيُطبِّلونَ يُزمِّرونَ بِنَشوَةِِ
لِفِعالِهِم ويُحطِّمونَ رماحي

قد ضاعَ حُلمُ عُروبَتي في لَحدِها
بِقيامةِِ كُبرى تُقيدُ رياحي

فالله يا سودانُ شُتِّتَ شَملَهَا
رداََ على سَفَهِِ بها وَسِفاحِ

هيَ لم تراعي حرمةََ لكلامِهِ
هِيَ لم تَسِر بالدَّربِ للإصلاحِ

وكوارِثُ الإنسانِ أقسى وَطأةََ
مِن غَضبَةِ الدُّنيا عَلى الفلَّاحِ

................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر