في زمن التطبيع - دعاء محمود الشنهوري

"""في زمن التط(التنطع)بيع""
انقش على قبر الحقيقةِ
ذكرَ أيامِ اللئام
واكتب على جسدٍ هزيلٍ
نام في جوفِ العظام
أسطورةَ الوهم الملبدِ
بالدمارِ وبالحطام
من ألف عامٍ ..مات فينا ألفُ عام
مزِّق وشاحك ياعلم
وانثر حروفك ياقلم
واخفض جناح الظلمِ عن قلب الهرم
*********
الوقتُ سيدةٌ طوىٰ أيامها زيفَ الغرور
والحلمُ طفلٌ غاب في عينِ الحضور
والسنبلاتُ تجيء من جوف الغيوم
تموت في غورِ الصدور
والأرضُ ... آهٍ ثم آه
الأرضُ حتفٌ للزهور
********
كلٌ توارىٰ...في الضباب
سكب الزمانُ علىٰ خُطاهم
ألفَ معنىٰ للسراب
غابت ملامحهم هناك
و بين طيات الكتاب
*********
سبعون عاما واثنتين
إختفىٰ فيها المغامر
إختفى خلف المخافر...
مات قهرا في رداء الحزن
من "أوسلو"..ف "طابا" والمعابر
والملوك مقامر قرب المقامر
**********
باعوا الدماءَ وقايضوا العرشَ بدم
كي تبقىٰ العروش تعمدوا قتل الحمائم
أغرقوا كل المدائن
واستبدلوك أياأخي...
إستبدلوا صوت الحرائر
سرقوا زهورك ..علقوها زينة "المبكى"
كلٌ هنالك كان خائن
العرشُ غاب...
والملكُ غاب ..
والليلُ مهترئُ الثياب
*********
صوتٌ بعيد ..
في كفهِ تبدو الإشارة والضياء
جاء كي يبني الصمودَ ..
يقيمُ من عزٍ جدارَه
لم يبقَ إلا صوتُهم
أصواتُ أطفال الحجارة
لم يبقَ إلا حلمهم
أن يستعيد الطيرُ دارَه
********
ياآخرَ الأبطالِ في زمن الدمار
من ألفِ عامٍ عيني يسكنها العوار
فاغسلْ ثيابَ القدس من دنسِ الحصار
واصنع من الورق الملون مدفعا
ليزيل عن أرضي البوار
لتحارب الطاغوتَ ....
تمحو زيف أغطية وعار
.....
الآن يازرقاء قلبي مقعدٌ فيه العذاب
هل غبت أيتها "اليمامة"بين أنواء الضباب
أم أنهم عصبوا عيونك
أوقعوا فيك العذاب
مازال يعوي صوتهم ..
صوت الذئاب
قالت:
الحلم نار في العيون
والدمع يخترق الجفون
صَبَّوا على عيني الحزينةِ كل أوجاعِ الوطن
صَبَّوا على عيني الحزينةِ أغرقوني بالمحن
فالجرحُ صمتٌ نازفٌ...والصمتُ جرحٌ مرتهن
....
في سبتهم كانوا هناك
كانوا جميعا يعقدون حوارَهم
من أجلِ تمزيقِ الملاك
قد باركوا التطبيعَ حتى يحقنوه
بالهلاك...
.......
في وجهِ من تلقىٰ الحجارة
في وجهِ من عارك وعاره
هذي "البسوسُ" استسلمت
راياتها ..وارتدت ثوب الخسارة
*****
خانوك ياطفل الحجارة
إنهم باعوك جهرا
هم قاتلوك ...هم ذابحوك
قد ارتدوا تاج الإمارة
تاج مرصع ..بالخديعة ..والرزيلة ..والتنطع عن جدارة
***********
صوتٌ ينادي من بعيد ...
ينادي أصوات القبيلة
صوتٌ ينادي...
في صداه ذِكرُ أحلامٍ جميلة
يريد أن يمحو الرذيلة
صوتٌ يشدًُ الأزر ...
ويدعم الكف الهزيلة
:(لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!")..
# دعاء_محمود_الشنهوري
14-9-2020
© 2024 - موقع الشعر