الساعةُ الآنَ كم؟/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

قالت: سأسقيكَ مما أنتَ تسقيني
وعنكَ أُبعِدُ؛ كي تُكوَى بمكنوني

ذُق ما أذوقُ؛ فبعضُ الهجرِ يُوجِبُهُ
كمثلِهِ..هجرُ خِلٍ كادَ يُرديني

هل ليسَ تهفو إلى لقيايَ إلا متى
ذكرتَ يا (حضرةَ الولهانِ) تأتيني؟!

كم ذُبتُ توقاً إلى لُقياكَ، واشتعلت
حرائقٌ في دَمِي، هاجت براكيني؟!

وأنتَ عنيَّ لاهٍ...لا تصيخُ إلى
نبضي يُناديكَ بينَ الحينِ والحينِ؟!

أفُضلَةُ الوقتِ -يا عينايَ- تمنحُ لي؟!
تزورُ غِبَّاً، وتُلقي العذرَ، تُرضيني؟!

اليومَ هَيَّأتُ نفسي للقاءِ، وبي
من لهفةِ الشوقِ مَسُّ كالمجانينِ

طالَ انتظاري لطيفٍ منكَ ألمَحُهُ
والنبضُ في القلبِ يدوي كالطواحينِ

الساعةُ الآنَ كم؟ قد ضاعَ موعِدُنا
وما بقى منهُ نزرٌ ليسَ يكفيني

أجابَها قالَ: سوءُ الحظِ أخلفني
عن موعدِ الظبي يرعى في شراييني

دُنيايَ ليست على صُلحٍ معي، ولذا
تأتي على الضِّدِّ بالإبعادِ والبينِ

فالترفقي بي..كفاني ظُلمَ قسوتِها
وصُبِّي شهدَ رُضابٍ منكِ يُنسيني

تبَّاً لكلِّ الذي - يا هِندُ - يُشغِلُني
عنكِ، وفي البُعدِ عن عينيكِ يُضنيني

شعر: صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر