فيض الريحان - محمد سراج محمد

تتلو بناظرى هذه الدنيا (ألم)
واستودعت كفي مفاتيح القلم

فأرى الرسول والصحابة تحلقوا...
لقراءة اللوح العظيم على الأممْ

أذعنت إجلالا وسرّت مهجتي..
وهمت على قلبي أغاريد النغمْ

أنا يا حبيب الله فيض دافق
الشوق يلبسني فلا لحم ودمْ

أنا يا نبي الله إن ضاقت بي الدنا
وزادت فوق هذا الغم همّ

ركضت إليك هواجسي وتنفست...
عطرَا وريحاني تضوع وابتسمْ

حقا ويأخذني التدبر هزة
وبموكب الأفراح تعلو لي قدمْ

صوتي عصافيري وكل صحائفي
أخذت تدغدغنى بينبوع الحكمْ

يا أيها التاريخ أطلق حجتي
فلقد جثوت ندى بأعتاب الحرمْ

يا أيها التاريخ كم بالمصطفى
لهجت حروفي، كل حرف منها فمْ

إن لم تكن برحاب نور المصطفى...
مزقت أوراقي وحطمت القلمْ

لما سألت عن السكينة أضلعي
رجفت تحدثني بعزم محَتدمْ

نامت عيون العارفين على الهوى
والوجد سر للصبابة ما انكتمْ

فكأنهم وكأنني -يا لهفتي-
بالقبة الخضراء، أسراب الحرمْ

صوت "إذا ما الدهر أوقف كل حي
وهلل مادحًا وأشاح ذمّ

على جسر النبوة يا قريش
علوت العالمين بخير سهمْ" قصي

© 2024 - موقع الشعر