طيف الماضي

لـ ماجد حميد حسين، ، في الغزل والوصف، 9، آخر تحديث

طيف الماضي - ماجد حميد حسين

جِئْت إلَيْك تُحَمّلْنِي رِيَاح الْحَبّ فَهَل
أَبْقَى فَهَل ارتمي مَعَك فِي ألاحظان

وَهَل أَجِدْ فِي قَلْبِك النّدِي مَكَان
فِيه أَشَم عِطْرِ الزُّهُورِ ولهف الْحَنَّان

و سابقى بِرَاحَة بَيْن دفىء ذِرَاعَيْك
مُتَمَنَّيَا قَلْبِك مُتَيَّمٌ بِي دُون الأَحْزَان

وَإِنِّي لَعَلِّي أَجِدُ هُنَيَّة فُسْحَةٌ امنيها
للأمل يَفْرَح خَيَالٌ متشدقا بِالْحُسْبَان

ياحلما بِالْقَلْب أُمْنِيَةٌ لِنَفْسِي تَجَمُّلًا
مُسْتَبْصِرًا بِطُول انْتِظَار ألاقيه بامتنان

لَعَمْرُكَ إنِّي أَعْلَمُ اِنْجِذابٌ لِتَصْبِر رُوحَك
بِحُبّ قَدِيمٌ يَخْفِق متئلما بِقَلْب ثَان

تهيمين بِغَيْرِي لِنَوْمِه مَلْئِهَا اضغاض الْأَحْلَام
لتتمني السَّرِيرَة مِنْ غَيْرِي كتجرد الْأَغْصَان

بافيائي قَيْح رَاكِدًا يَسْرِي متجلط
لعتاب مَكْتُوم يَسْمَع دُونَك فِي الْأَرْكَانِ

كَشَفَت هُمُومِي أَسْرُد قِصَّتِي لَعَلِّي أَجِدُ
نَصِيحَة الصَّدَاقَة مُتَمَنَّيَا الْخُرُوج بِضَمَان

تشدقت بِك دُونَ أَمَل ورحت أَثْقَل
سَرِيرَتِي لتعصف بِي كُلّ مَصَائِب الزَّمَان

بَصِيص ضَوْء بنفق لَمْ أَجِدْ لَهُ خُرُوجًا
فتهت بِوَادِي عَمِيق فَوَجَدْت طَرِيق لِلنِّسْيَان

تتغنين باجمل صَوْت شَجِي مُولَعٌ بِحُبّ
قُدْرَتِي انْتِظَارُه دُونِي لوازع عَبَّر الزَّمَان

توسدت الْهُمُوم بِطُول عُمْرِي تَحَسُّبا لِيَوْم
زَائِفٌ انْتَظَرَه لبصيص اعتلاني الاشجان

سَكَنَت بِوَاد عَظِيمٌ مُتَعَلِّقًا بِك امْلَأ
لِظَنّ يزدريني بهواجس كجريان الطُّوفَان

فِي لَحْظَةِ خَلْوَة مَعَك فَوْق الشّرُفَات
كُنْت مَعَك اعتلتني ترهات كمواد الِامْتِحَان

لِاعْتِقَاد خاطىء ضننتك إِنَّك سكنك وَلِع
فَرِحْت تَطُوفِي مَعِي كَالطَّيْر فَوْق الوِدْيان

فَنَظَرْت بطالعك مُنَجّمًا بخبير الْكَوَاكِب
فصعقني بِأَنِّي لَسْت بِقَلْبِهَا لِي مَكَان

فابحرت بالحسرات ورحت طَرِيح بالاسقام
فتنهدت وَالْأَلَم يعتليني فذبت بالحسرات

فَارَقَت الْحَيَاة غَرَقًا بالتاسف تَارَة
وَأُخْرَى اصْبِر شَغَفِي بِهَا دُونَ الْهَوَان

فبالرغم مِن تشدقك إنِّي أَخ وَصَدِيق لَك
فَإِنِّي سابقى حَبِيب رَغِم الْجَوْر وَالْعِنْوَان

وسأبقى أَيْنَمَا كُنْت ظِلّ لَك وَنَوَّر
يستدركك مُضِيئًا الدَّرْب بِالطُّرُقَات العتمان

فَكَتَبْت بِك أَجْمَل الْقَصَائِد مَوْزُونَة الْقَوَافِي
وَنَظَّمْت سُطُور الْمَحَبَّة بِطِيب حُلْوٌ الْأَلْحَان

وستبقين لِي يَا مَنْ أسميتك حبيبتي
فِي عروقي كَالدَّم جَارِي فِي الأوردة وَالشِّرْيَان

ياحلما جَمِيل يَعْتَصِرَه عَرْقًا مِنْ أَنَامِل
جَمِيلَةَ إِنَّ مررتيها عَلَى الْمَيِّتِ يَنْهَض بثوان

فَنَظَرْت مِنْ عَيْنَيْكَ الْجَمِيلَتَان تُجْعَل الْمَهَا
دُونَهَا فِي الْبَرِّيَّةِ تَهَيَّم بِالْبَصَر فِقْدَان

سابقى أَهْوَى حُبُّك دُونَ غَيْرِك مَهْمَا
بَعُدَت وَإِن أَنْجَبَت الْأُمَّهَات أَجْمَل الْحِسَان .

© 2024 - موقع الشعر