الأيام الخوالي

لـ أحمد أورفلي، ، في الملاحم، 157، آخر تحديث

الأيام الخوالي - أحمد أورفلي

مِنَ النوقِ كنَّا نَستَقي ونَجوبُ
ونحنُ لنا حظٌّ وفيها الطُّيوبُ

تُحيطُ بنا البيداءُ من كُلِّ وجهةٍ
تَحطُّ بها الرَّكبانُ حينَ تُصيبُ

إذا ظلَّلتنا أشجارُ حورٍ كأنَّنا
بجناتِ عدنٍ والجَّوارُ خصيبُ

وألبانُ ضرعٍ والكؤوسُ مزاجُها
خمورٌ وألبانُ السَّواقي حلوبُ

يمرُّ علينا ضاحِكُ السِّنِ رافداً
على هودجٍ للظَّعنِ هُنَّ حُجوبُ

نغضُّ لظَعنِ القومِ طَرفاً لأنَّنا
على عُرضِنا نخشى ولسنا نُعيبُ

وأعرافُنا تبغي الوصالَ مكلَّلاً
بعزٍّ عفيفٍ والعَفافُ مُجيبُ

بُلينا بجيلٍ ليسَ تغشاهُ عِفَّةٌ
على صورةِ الغربالِ فيهِ ثقوبُ

إذا أسدَلَ المَأمورُ وَجهَ نِسائِهِ
فإنَّ النِّسا للإعتِناقِ هُروبُ

فلا عَدلَ في أُنثى ولا بِرَجائِها
إذا لم يَكُن في الإنتِصافِ حَسيبُ

سُنونٌ خَلَت كنَّا نُقيمُ لِغَرسِها
بِحسنِ الحَيا كي نَراها تَؤوبُ

لَقَد صانَ هذا الأوَّلينَ مَآثِراً
ولكنَّنا سِرنا على ما يُخيبُ

أسَفنا على أشياعِنا بِمَرارَةٍ
فَهَل للوَباءِ المُستَجِدِّ نُضوبُ

((الأديب أحمد أورفلي))
© 2024 - موقع الشعر