ليتك تسمع يا عيد

لـ أحمد أورفلي، ، في الرثاء، 17، آخر تحديث

ليتك تسمع يا عيد - أحمد أورفلي

زِدني بخمرِكَ إنَّ القلبَ ظمآنُ
يا ساقيَ الرَّاحِ هذا النبضُ هيمانُ

العمرُ يَشقى بذاتِ الحالِ من زَمَنٍ
والحالُ لم يأتِها حسنٌ وإحسانُ

بل زادتِ النَّفسُ سوءاً ليسَ تألَفُهُ
و الكلُّ عالٍ ووضعُ الحجرِ إدمانُ

قد أقبلَ العيدُ أيُّ الوجهِ يَقبَلُهُ
لا وجهَ يحظى إذا الفيروسُ سَجَّانُ

اِبعِد ولا تَقرَبِ الأوطانَ إنَّ بها
حَربٌ ومَوتٌ وجورٌ فيهِ إذعانُ

أُناشِدُ العيدَ كي يَحظى بِهَيئَتِهِ
لا أن يَرى وَطَناً ما فيهِ إحضانُ

أخشى عليهِ وَقَد تُخزيهِ حاضِرَةٌ
ليسَت لَهُ مِثلما تُخزيهِ لبنانُ

الدَّارُ حِصنٌ ودَورُ النَّاسِ مُرتَهَنٌ
والبَعضُ عِندهُ أيُّ الأمرُ سَيَّانُ

عَزاؤنا كانَ في الأيَّامِ تَضحِيَةً
حامَت علينا مِنَ الأوجاعِ غِربانُ

والأمرُ ليسَ كما شِئناهُ ساطَ بنا
والسُّوطُ يَجلُدُ لا يُخليهُ إنسانُ

لكن قضاءً ورَبَّ العرشِ أنزَلَهُ
هذا لأنَّ الجَّوى يخلوهُ إيمانُ

يا عيدُ إن كنتَ مَصحوباً بِمَرحَمَةٍ
يا حبَّذا الذَّنبُ لو يُرديهِ غُفرانُ

أو كانَ وَجهُكَ مَقروناً بِمَكرَمَةٍ
فَالبَعضُ هاجَرَ والمَكلومُ غَلبانُ

أيُّ اللباسِ لكي ترضى لنا فَرَحاً
يا عيدُ نحنُ كَسَتنا فيكَ أكفانُ

يا عيدُ نحنُ كَفانا الصُّبحُ حَسرَتَنا
والفقرُ جُرحٌ بِداجي الليلِ سَهرانُ

كم نَقرعُ الصَّدرَ والدَّمعاتِ نَذرُفُها
مِن حَرقَةِ الفَقدِ إذ عادَتهُ أشجانُ

ماذا أقولُ وَقَد أزفَرتُ مِن وَجَعٍ
فارحَم غَليلي لأنَّ القيدَ إقرانُ

دَعني لأترَعَ الكأسَ منزَوِياً
فالغدرُ مأكلُنا و السِّعرُ أثمانُ

كُلٌّ يبيعُ بذاتِ العهرِ مسلبةً
إنَّ المُتاجِرَ بالأطفالِ شَيطانُ

لا باركَ اللهُ مَن بالمالِ يَغصِبُنا
يا ربُّ أنتَ معينٌ منكَ نَزدانُ

عَليكَ بالمُعتَدي فَانغِص لَهُ جَسَداً
حتَّى يَذوقَ وَبالاً فيهِ يَختانُ

إنَّ الصِّيامَ أتى باللطفِ يَحضُنُنا
يا ليتَهُ دامَ فالرَّحمنُ مَنَّانُ

يا عيدُ ما عدتُ أحصي حَرفَ قافيتي
مع أنَّ قلبي لحرفِ الضَّادِ عَشقانُ

((الأديب أحمد أورفلي))
© 2024 - موقع الشعر