فَقدَ الجَّواد - حسن الجزائري

تَرَكتُ العِشْقَ كَيْ أُنجي فُؤادي
وأُنجي مُهجَتي غُربَ البِلادِ

فَمَنْ يَعبَقْ غِمارَ الحُبِّ شَوقَاً
يَجِد وَصلاً لَهُ بابَ المُرادِ

عَلامَ الكَونُ في حُزنٍ تَجلّى
وَكَونُ اللهِ وشِّحَ بالسَّوادِ

فَمُذ أَشجارُ طه إِصطَفاقَتْ
شَكَتْ أَغصانُها فَقْدَ الجَّوادِ

إِليكَ الوحيُ مِنْ أُفقيهِ نادى
وَرَدَّ الطُّهرُ نِعمَاً لِلمُنادي

وَصَلى اللهُ مِنْ عَرشٍ وَسَلَّمْ
على مَنْ ذاقَ مِنْ سُمَّ الأعادي

كَشَمسِ اللهِ مُذ داروا عَليها
وَظُلماً أُسكِنَتْ ظُلمِ البَوادي

كَموسى والنَّهارُ إِذا تَجلّى
تَخالُ النَّاسَ عُمياً في رُقادِ

يُشَقُّ البَدرُ لا تَدري على مَنْ
بِأَنَّ اللهَ أَعلَنَ بِالحِدادِ

فَيَبنَ الجُّودِ قَد ناحَتْ سَمائي
وَضاقَتْ حَولَنا السَّبعُ الشِّدادِ

وَفاضَ النَّهرُ مِنْ دَمعِ التَّلاقي
وَسالُ الدَّمعُ مِنْ عَينِ الجَّمادِ

فَفَاضَتْ رُوحُهُ سَعياً بِشَوقٍ
لِلُقيا رَبِّها رَبِّ العِبادِ

فَيا مَنْ زَارَ موسى زُر جَواداً
وَأَبلِغهُمْ خِطابي لِلمَعادِ

© 2024 - موقع الشعر