لم تزل في قلبي طفلة - سمير محمد العنتري

"لم تزل في قلبي طفلة"
رغم طولِ البعدِ والغُربة
مسقطَ رأسٍ ومحبّة
لا تعرفُ الهرمَ
ولا الخَرَف
انها " دير شرف"
اسمٌ
عبر الأجيالِ
انعرَف
بسحر جمالها
نادراً ما قلبي
عَرَف
هي الوطنُ الذي
علّمني
كلَّ انواعِ العشق
قلبي عن حبّها
ما انحرَف
هي الأمُ والتاريخ
والزيتونُ الرومّي
زمنُ العروبة
من زيتها وخيرها
اغترَف
في ظلّها وحنانها
اكتنف
يزهو النرجسُ البّريُ
في عُرقانها وسفوحِ جبالها
جمالُ الروحِ
منه ارتشف
في سهلها الغربيّ
وسفوحِ القَرْقفِ
وجبلِ قوصينَ
وَدْعُ الخرافِ
من نباته العطرّي
اعتلف
تغريدُ الحساسينِ وأمٍّ المناديلِ
على اغصان التوت والتين
براءُ الطفولة من عذبه
انشغف
ان تذوَّقتَ تينَها
فالطعمُ عن غيره وحلوه
اختلف
دفءُّ طابونٍ لا يُنسى
مطرُ الشتاءِ أحياناً
من سَقفهِ
على رقص السِّراجِ
اندلف
سواليفُ جّداتٍ وقصّة
خبزُأمّ وفرحة
صحنُ زيتٍ ودُقَّة
مُتعةٌ
ما بعدها مُتعة
تعلوها جبالُ جرزيمَ وعيبالَ
سماءُ إباءٍ وشرف
هي الثالوث السحري
لجبل النار
شاهدُ التاريخِ به
اعترف
هنا مُلتقى الابطالِ
حُبُّ الاوطانِ
فيه ائتلف
دمُ الشهداءِ
وَعَرقُ الأجدادِ
على ثَراها
نَزَف
صامدةٌ
أمامَ احتلالٍ
للرّعبِ والغباءِ
اقترف
هي أنينُ الدمعِ
من اعماق الوجْدِ
على الفراقِ
انذرف
حكايةُ شعبٍ
وقلعة
قلبٌ نابض
لم يعرف الخوفَ
وما رَجَف
ليس بعيداً
من قلب عمّانَ الحبيبه
اناجيها شوقاً ولوعة
بكل اجلالٍ وُقبلة
فهي الرَّمزُ
وهي الهدف
© 2024 - موقع الشعر