إذا المسافةُ لم تزلْ - منير باهي

لي موعدٌ يا شهرزادُ معي،لأشعلَ بالتوحُّدِ غابةَ الأسرارِ
 
أتبادلُ الشكوى معي،وأُحبُّني طفلاً يمارسُ زلَّةَ الإنكارِ
 
أرتادُ عصياناً أقاليمي،أراني لي عدُوّاً والغنيمةُ عاري
 
يقظانَ أقتُلُني،وأنهضُ سارقاً ناري فيخضرُّ الهواءُ بناري
 
وأنا ظلامي ساترٌ نجوايَ،فَضَّاحٌ ظنوني بالنّهار نهاري
 
كسُلالةٍ صاغتْ خرائطَها مواويلُ البكاءِ تشكَّلَتْ أقداري
 
قدَرٌ
 
على
 
وَجَعٍ
 
على
 
قَدَرٍ
 
على
 
وَجَعٍ
 
وها أنا خاتمُ الأشرارِ
 
حُبّاً أقولُ لقُبة الثُّوّارِ منْ عرّاكِ؟ لو خَيَّرْتِني... اِخْتاري
 
أن أنْهَشَ الجُثثَ التي باعتْ هواجسَنا اليتيمةَ أوّلَ الإعصارِ
 
أو ألثُمَ الكفَّ التي سوَّتْ بنا أخطاءَها...تبَّتْ يدُ الفُجّارِ
 
فجّرْتُ في كفّي ينابيعَ الحنينِ لعلّ ما يأتي يكونُ إزاري
 
ما جاءَ، قالوا : ليسَ للشعراءِ.ما ولّى،أقولُ : بهِ رفعتُ جداري
 
يا شهرزادُ، أخافُ منّي اليومَ إنْ عُمْنا أنا وأنا بكلِّ النارِ
 
أيُّ الأنا نفسي ؟ أنا ذاك الذي ضدٌّ أمِ السبّاحُ في التّيّارِ
 
أنا شاهدٌ يا شهرزادُ، نعمْ شهيدٌ، حاملُ الأقسى من الأخبارِ
 
حُراسنا يَحْيَوْنَ جُرحَ الأرضِ كانوا.بدّلتهم فتنةُ الشطّار
 
تصحو البلادُ تصيحُ : "إني البحرُ،موجي للضياعِ وللجنونِ محاري"
 
لي موعدٌ يا شهرزادُ مع المُعَطَّلِ حُلْمُهُمْ.ها قد أخذتُ قراري
 
وإذا المسافةُ لم تزلْ،لا تيأسي، للحلْمِ أعذارٌ ولي أعذاري
© 2024 - موقع الشعر