خذلان - حيدر شاهين أبو شاهين

أنادي بأعلى الصوت للكلِّ داعيا
وما أحدٌ بالبيتِ يَسمَع نِدائيا

كأنَّهمُ صُمّوا وزادت مواجعي
وما مِن مُجيبٍ كأنَّه بَاتَ خاويا

شربتُ لمرِّالكاسِ مِن مَن رَويتهم
بماءِ حياتي عِندما كُنتُ زاهيا

وقد كنتُ أسلفتُ الودادَ أحبتي
وأهلي وأهلَ الحيِّ عندي وجَاريا

وحتى تراب الأرض والزهر والربا
بغيرِ شراب البرِّ ما كُنتُ ساقيا

ولكنَّني يَبدو كبِرتُ ولم أعي
بأنَّ صروف الدَّهر تأبا الحوانيا

وأنَّ شياطينَ العُتاةِ إذا غدَت
تقودُ زِمامَ النّاسِ دكّت زمانيا

فقد زيفوا الأخلاق والحبَّ والرؤى
وكلُّ بني الأعرابِ أضحوا زبانيا

وأنَّ إلهي قد رأى أنَّ هَديهُ
لهم لم يَعُد يُجدي وَما عادَ هاديا

فأوردَ سيفَ الظّلمِ بالظلمِ ضَاربا
ليَبترهم مِثلَ الطُّغاةِ الخواليا

رفعتُ إلى ربّي يديَّ ومُهجتي
تُبادرهُ النَّجوى وتشكوهُ ما بيَ

..........................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر