هَـذِي حُـفَـاش/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

هَذِي حُفَاشُ، وَهَذَا التَّلُّ وَالجَبَلُ
وَهَذَا خُضرُ رُبَاهَا الوَارِفُ الخَضِلُ

هَذَا مَسَاهَا، هَوَاهَا العَذبُ، مَاطِرُهَا
يُعَانِقُ الغَيمُ أَعلَاهَا فَيَنهَمِلُ!

هَذِي قُرَاهَا ثُرَيَّاتٌ مُعَلَّقَةٌ!
وَالليلُ وَالشُّهبُ وَالأَنسَامُ تَحتَفِلُ!

وَذَاكَ شَايِّمُهَا العَالِي تُنَاطِحَهُ
مِن غَربِهِ قِمَّةٌ لِلقُفلِ تَرتَسِلُ

يَزهُو بِنَعمَانِ ثَغرُ الشَّمسِ، بَسمَتُهَا
وَلَّادَةُ الصُّبحِ، تُهدَى أَرضَهَا القُبَلُ!

لِنَحوِ مَلحَانِ تَحثُو السَّيرَ مَائِلَةً
تَنِيخُ عَن صَهوَةِ الآفَاقِ، تَرتَجِلُ

أَصِيلُهَا السَّاحِرُ الفَتَّانُ تُسدِلُهُ
حِكَايَةٌ مِن عَطَاءِ النُّورِ تَكتَمِلُ!

ما بينَ شَايِّمِهَا والقُفلِ لُؤلُؤةٌ
أُمُّ الحَوَاضِرِ فِي دُهمَانِ تَشتَعِلُ

بِالنُّورِ، بِالوَهجِ، بِالعُمرَانِ وَاعِدَةٌ
تِلكَ صَفَقِينُ، بِهَا التَّارِيخُ يُختَزَلُ

وَفِي مَلَاحِنَةِ الخَيرَاتِ رَاوِدُهَا
وَسُوقُ جُمعَتِهَا، مَا طَابَ يُنتَوَلُ

وِظَافَةٌ، سِحرُهَا الخَلَابُ، قَلعَتُهَا
مَليحَةٌ مِن ذَوَاتِ الدَّلِّ تَحتَجِلُ!

بَنِي الزُحَيفُ، بَنِي عِيسَى، وَضَالِعُهَا
سَنَابِلُ الذَّرَةِ البَيضَاءِ تَبتَتِلُ!

وَفِي القَدُومِ، وَفِي الأَمثَالِ ذَاكِرَةٌ
تُنبِيكَ أَطلالُهَا آثَارَ مَن رَحَلُوا

أََمْ قَلعَةُ الحُلمِ (قَرنُ زَيدِ) مُلهِمَتِي
تَلقى هُنَاكَ بِها إِعجَازَ مَن حَمَلُوا

تِلكَ الحِجَارَةُ حَتَّى سَفحِ قِمَّتِهَا
ثُمَّ ابتَنُوهَا قُصُورَاً، كَم بِهَا نَزَلُوا؟!

تَلقَى هُنَاكَ بِهَا دَارِي وَطلَّتُهُ
عَلَى الهِضَابِ، عَلَى الوِديَانِ تَبتَهِلُ

فِي مَنظَرٍ أَبدِعَ الخَلَّاقُ لَوحَتَهُ
أُسطُورَةٌ عَن قُرِى الأَحلَامِ تَمتَثِلُ!

هَذِي دِيَارِي، كَسَاهَا اللّهُ حُلَّتَهُ
وَاستَوطَنَ الحُسنُ فِيهَا، كَيفَ يَرتَحِلُ؟!

شعر:صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر