الشعر بين الماضي والحاضر - أحمد أورفلي

الشُّعْرُ شُعْرٌ وَالْكَلَامُ هِوَايَةٌ
وَالنَّثْرُ نَثْرٌ وَ الشَّوَاذُ رُكَامُ

يَالَيْتَ شُعْرِي كَيْفَ أَرْسُمُ لَوْحَةً
وَ حُرُوفُها صَهْبَاءُ قَلَّ تُضَامُ

مَالِي أَرَىٰ جَمْعَ الَّلوَائِحِ لَا تَمُتْ
في وَصْلِ مَنْ قَدْ يَعْتَريهِ فُصَامُ

فَلِيَرْتَقي في رَسْمِهَا مَنْ يَتَّقي
في رَفْعِهَا وَإِلَى الأَمَامِ تُقَامُ

وَحَضَارَةُ الأُمَمِ الَّتي قَامَتْ بِهَا
آدَابُهَا فِيهَا النَّمِيرُ غُمَامُ

وَ لَقَدْ تَغَنَّىٰ أَوْليَاؤُ الشُّعْرِ في
ضَادٍ وَهُمْ في حَرْفِهَا أَعْلَامُ

كَتَبُوا مَقَالَاتٍ وَالجَّمِيعُ تَحَكَّمُوا
بِالْحَرْفِ وَالنَّطْقِ السَّلِيمِ وَدَامُوا

مَالي أَرَىٰ كُلَّ الجَّمِيعِ تَجَمْهَروا
في صُرْحِنَا عَبَثوا بِهِ وتَعَامُوا

لَا شُعْرُهُمْ أَوْ فَنُّهُمْ يَلْقَىٰ صَدَىً
أَوْ قَوْلُهُمْ تَسْمُو بِهِ الأيَّامُ

أَيْنَ الحُرُوفُ وقَدْ تَماهَتْ أَرْضُهَا
وَأَرَى الجَّمِيعَ بِخِدْرِهِمْ قَدْ نَامُوا

فَاسْتَيقِظُوا يَا مَنْ تَخَدَّرَ نَوْمُهُمْ
إِنَّ الحُرُوفَ كَثِيرَةٌ أَثْلَامُ

هٰذا تُرَاثٌ لَا يَفِيهِ تَخَاذُلٌ
أَوْ يَعْتَلِيهِ مُوَارِبٌ وَ ظَلَامُ

وَإِذَا تَهَاوَنَ كُلُّ مَنْ يَحْمِيهِمُ
أَوْ يَفْتَري فَعَلَى القَرِيضِ سَلَامُ

© 2024 - موقع الشعر