حياة العار

لـ حيدر شاهين أبو شاهين، ، في العائلي والاجتماعي، 6، آخر تحديث

حياة العار - حيدر شاهين أبو شاهين

ربّي أَدِمها نِعمَةَ الدردارِ
وأدم هطولَ الثّلجِ والأمطارِ

وارحم أَيا ربّي نُفوساً أينعت
للموتِ مِن شحٍ ومِن إقتارِ

بُتنا كما الأنعَامِ نرعَى برّنا
مِن فَقرِنا وجلافةِ الأسعارِ

والدفءُ أمسى كالغريبِ يَزورنا
إن ما تَسنّى موقدٌ للنارِ

والموتُ أضحى غاية لنفوسنا
هرباً مِنَ الساساتِ والتُّجارِ

جعلواالخضارَيصيرُ حُلماً والمنى
في كلِّ بيتٍ قانتٍ للباري

فالفولُ والجرجيرُ والخسُّ الذي
قد كانَ يُرمى عانقوا أسواري

وسلاطةُ الملفوفِ باتت بيرقا
للمترفينَ وعِصبةُ الأخيارِ

أما البطاطةُ والطماطمُ سارتا
كلتاهما وتأبطا بِخيَارِ

كالبرقِ صارا بالسّماءِ وحلّقا
وتَنَافَسا غيّا معَ الأطيارِ

ما عادَ يقدرُ صيدَهُم إلا فتىً
ملىءَ الجعابَ بطلقةِ الدولارِ

نحنُ فقط يا ربِّ مَن بُتنا هُنا
مِن دونِ سعرٍ ننزوي كالفَارِ

وبأيِّ جُحرٍ قد نَراهُ مُناسِباً
أو جورةٍ أو ظُلمةِ الأشجارِ

خوفاً مِنَ الماضينَ دونَ دِرايَةٍ
فينا وحينا مِن عَصا السِّمسَارِ

فارءفْ بِنا ياربِّ وارحمْ ضَعفَنا
أو فاستَردَّ الرّوحَ بالإعصارِ

واسقط علينا صيحَةً تجتاحُنا
أوهطلَ أمطارٍ مِنَ الأحجارِ

إنّا سئِمنا عَيشَنا وحيَاتَنا
فالموتُ أفضلُ مِن حياةِ العارِ

..................
بقلمي حيدر أبو شاهين

© 2024 - موقع الشعر