حال أمه

لـ حيدر شاهين أبو شاهين، ، في العائلي والاجتماعي، 12، آخر تحديث

حال أمه - حيدر شاهين أبو شاهين

الظّلمُ قد ملَأ البلادَ وَشَاعا
والكلُّ قد لَبِسَ الرِّياءَ قِناعا

وتَكالَبَتْ كلُّ النُّفوس على الدُّنا
وأنزاحَ سِترُ غِطائِهنَّ تِباعَا

مﻷَ العُتاةُ كروشَهُم مِن خَيرها
وتَشرَّدَ الطِّفلُ الفقيرُ وجَاعا

مالي أراكم تَنهشونَ لحومَكم
يا ويحَكم كمْ تَبتغونَ نِزاعَا

حتّى وبالغاباتِ لَم يَكُ مِثلُكم
ما جِئتموهُ وقاحةً وصِراعَا

إنَّ الوحوشَ إذا غَدَت في تُخمَةٍ
أبقت على مَن حولِها أتباعَا

أنتم وإن مَلأَ الطَّعام بطونَكم
مِن حِقدكم كسّرتُمُ الأضلاعا

اللُه قد خَلقَ العبادَ ليعبُدوا
هل مِنكُمُ مَن للإلهِ أطاعا

فالحبُّ دينٌ للإلهِ ووصلُُه
بالودِّ والفعلِ الجميلِ متاعا

بعتم بأبخسِ ما تُباعُ نفوسَكم
يا بِئسَ مَن بالبخسِ نَفساً باعا

هذي الحياةُ سفينة لِعبورَكم
نحوَ الخلودِ وحلمَكم قد ضَاعا

فسوادُ قلبكُمُ وسوءُ فِعالِكم
قد دَكَّ مِنها صَاريا وشِراعا

لم تُفلِحوا بالخيرِ في أعمالِكم
بينَ الجموعِ وصيتُكُم قد ذَاعا

بالقتلِ والإجرامِ والحقدِ الذي
هوَ بينَكم وملأتُمُ الأصقاعا

قد فازَ مِنكم مَن تنَحَّى طائِعا
وأشاحَ عَن قولِ الظلومِ سَماعا

وذرى الطّوائِفَ تستَفيضُ بِغيّها
وانسلَّ مِمّا تَبتَغي أطماعَا

وروى زهورَ الحبِّ في إرجائِِه
وسعى لإخوتهِ يمدُّ ذِراعا

ورمى سيوفَ الحقدِ خلفَ رِكابِهِ
واستلَّ للحقِ المبينِ يَراعا

.................
بقلمي حيدر أبو شاهين .

© 2024 - موقع الشعر