قلت لقيثارة - محفوظ فرج

قلت لقيثارة
د. محفوظ فرج
——————-
 
قلتُ لقيثارة :
 
ما أسعدني فيكِ وأنتِ
 
معي مبتعدينَ عن اللغطِ المحمومِ
 
وراء الجشعِ المقرفِ
 
مما خلَّفهُ استمرارُ
 
صراعِ طوائفِ أرضِ النهرين
 
أجملُ شيءٍ حين حزمنا الأمرَ
 
بأن نذهبَ خارجَ دائرةِ المحسوسات
 
نتوغلُ ما أعطانا اللهُ من القوة
 
خلفَ هوانا
 
بين شعابِ الدلتا في الشام
 
نُلْبِسُ ثوبَ التخييل
 
رمالَ الساحل
 
نُلْبِسُ روحينا قمصانَ التوحيد
 
وعلى نقلِ خطانا
 
مبهورينَ تباغتنا الأنجمُ سابحةً
 
في تيارِ الماءِ الجاري
 
نَتَعَمَّدُ في ضوءِ الأنجمِ حين يداعبُ دجلة
 
ونعودُ كما كنا كفاً في كفٍّ
 
يتقافزُ تحتَ قدمينا السمكُ الخشني
 
ونأوي تحتَ ظلالِ اليوكالبتوز الحالمِ
 
أنْ يحضنَ أطفالَ الصف الأولً
 
في مدرسةِ الهادي
 
وتهَدْهِدُهُ ساقيةٌ
 
تتأرجحُ في أعماقِ جذوره
 
قالتْ : هذا ما لا يعرفُهُ العشاقُ
 
إلا مَنْ دار كما نحنُ الآن نجوبُ
 
ممرات بساتين الجبل الاخضر
 
بلا ترويضٍ نتقاسمُ نخبينا
 
من لغةٍ تسمو فوق الشجنِ المزروع
 
باعماقِ الحرفِ
 
من مختبأ العصفورة خلف وريقات النارنج
 
من أكمامِ القدّاحِ تبثُّ عبيراً
 
تثملُ فيه حسانُ (المغرب )
 
قلتُ : دعينا نسبقُ أسراب مشاعرِنا
 
المحمومةِ قبلَ وصولِ محطةِ هجرتها
 
في حيفا
 
دعينا نحبوَ أطفالاً
 
بين حطامِ سقوفِ منازل
 
حاراتِ ( الموصل)
 
نَتَعَثَّرُ بين خرائب
 
باحاتِ مساجد ( حلب )
 
دعينا نبكي (درنةَ )
 
حسناءَ تغادرُ دارتَها
 
عندَ ضفافِ البحر الابيض
 
د.محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر