رِحلةُ رحمة

لـ مُحمَّد سماحة، ، في غير مصنف، 64

رِحلةُ رحمة - مُحمَّد سماحة

الخُلدُ باكيه و النفوسُ راجيه
و الخيرُ يدنو لأي قلبٍ يسمعُ

العقلُ جلَّ، و المرءُ زَلَّ
و الخِصال تُعطى لمن تَشاءَ و تُمنعُ

الآلهة ترضى، و الإنس تشقى
تجوبُ الأرضَ، تدمى و تدمعُ

الشريف يُقاسي، و الرجاء يزوغ
و لدَّاغُ الناسِ بالترفِ يتمتعُ

والشينُ يعلو أولي الفضل شأواً
كُلهم للهونِ يسِّفُ و يخضعُ

يقولُ قائلهم إليَّ بمكارمٍ
فلا يجدُ سملاً في العمرِ ينفعُ

لئن رُمتَ من السعيرِ فراراً
على عتبةِ الدُعا تنوحُ و تقرعُ

لوجدت الرحمةَ تجرُ خيبةٍ
مطرودةٌ من ثرى تنامُ و تهجعُ

تعوذ بالفرقِ من القرن ببشرٍ
وتربو لحُجُبٍ لرضائها تُصنعُ

تلوذُ بها من بوائق آدمَ
ومن شرارِ ذويهِ منهم تفزعُ

فاللُهُب واريه، للنفوسِ حاويه
والمحيا ينهلُ من ضغائنهم و يشنعُ

© 2024 - موقع الشعر