شَكَوتُ لنيلٍ - مُحمَّد سماحة

شَكوتُ لنيلٍ اختلالَ معاشي
وقَتَرِ المَحيا فَصَرخَ مُحال

أودعتهُ شجوي، ونما شجبي
وألقمتُه عِلمًا بسيرِ الحال

فبكى مِدادهُ، وطَالَ وجههُ
مَعاذًا يكونُ هذا حلال

قدرٌ طاش سهمه وأبلى
قلبًا فَنى أمله في سؤال

أجَبتهُ صبرًا أخ البأس إنَّا
عِفِرَينٌ تَخضعُ لنا جِبال

بأمر ربنا، يشا وننوي
ينقشع الهمُّ يَروحُ جَفَّال

الدعا يُحيلُ قدرنا وردي
والقلب الحائِرِ يعوُزه إمهال

بربّ العزة يقيننا أزلي
يصبغنا كرمه، للعطا بذَّال

من فرطِ الرجا حبست دمعي
ومضيت يُلاهيني قحط وإمحال

عن سملِ القنوط نزهت ظلِّي
وبذيلِ خيور، قصدتُ إجذال

مناسبة القصيدة

سَامرتُ النيل الساهر، وانطلقنا تُبدِّد همساتُنا ظُلمة العتمةِ الليلاء بحديثٍ يَمَسُ القلب، ويُداعِبُ خلجات النفس، ويَمُهِّد السبيل للتدبُّرِ، والتبصُّر، والسهُوم الطويل.
© 2024 - موقع الشعر