رَحِيقُ الذَّوْقِ

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في الحكمه والنصح، 525، آخر تحديث

رَحِيقُ الذَّوْقِ - أشرف السيد الصباغ

رَحِيقُ الذَّوْقِ يَهْدِينَا الصَّوَابَا
وَقُبْحُ الْفِعْلِ يُورِثُنَا اكْتِئَابَا

وَفِي خُلُقِ الأَنَامِ يَحَارُ عَقْلِي
فَلا أَدْرِي أَأَخْطَأَ أَمْ أَصَابَا؟

فَصَبْرًا لا تُعَاجِلْنِي بِلَوْمٍ
فَبَعْضُ الصَّحْبِ قَدْ فَعَلُوا العُجَابَا

رَأَيْتُ الذَّوْقَ يَسْمُو فِي المَعَالِي
وَحُسْنُ الطَّبْعِ قَدْ فَاقَ السَّحَابَا

سُلُوكُ الرُّوحِ يَبْدُو فِي الفَعَالِ
كَنُورِ الشَّمْسِ إِذْ يَمْحُو الضَّبَابَا

وَلُؤْمُ الطَّبْعِ كَالدَّاءِ العُضَالِ
إِذَا مَرَّ الكَرِيمُ بِهِ أَعَابَا

فَإِنْ أَكْرَمْتَهُ فَضْلًا تَعَالَى
يَظُنُّ الفَضْلَ حَقًّا وَاكْتِسَابًا

وَإِنْ قَصَدَ الكِرِيمُ لَئِيمَ قَوْمٍ
فَيُغْلِقُ دُونَهُ بَابًا حِجَابًا

أَيَا مَنْ فِي الوَرَى خُضْتُم بِجَهْلٍ
أَمَا تَخْشَوْنَ مِنَ حِلْمٍ عِقَابَا؟

وَذُو الوَجْهَيْنِ بَيْنَ النَّاسِ يَسْعَى
يُشَتِّتُ شَمْلَهُمْ يَرْجُو الخَرَابَا

يُحَابِي أَوْ يُرَابِي لَيْسَ يَخْجَلْ
وَلا يَرْضَى مِنَ الصَّحْبِ العِتَابَا

فَبَعْضُ النَّاسِ كَالحِرْبَاءِ لَوْنًا
إِذَا مَا جَاءَ تَلْقَاهُ ارْتِيَابَا

وَبَعْضُ الخَلْقِ يَغْدِرُ كالذِّئَابِ
فَيَنْشِبُ ظُفْرَهُ وَيُحِدُّ نَابَا

وَبَعْضُ الصَّحْبِ كَالرَّيْحَانِ رِيحًا
فَإِنْ تَذْكُرْهُ بِالإحْسِانِ طَابَا

فَصُنْ لِلصَّحْبِ حَقًّا مِنْكَ نُبْلًا
وَسُوءَ الظَّنِّ فَاهْجُرْهُ اجْتِنَابَا

وَكُنْ فِي الخَلْقِ نِبْرَاسَ الخِصَالِ
فَبِئْسَ الخَلْقُ مَنْ ذَلُّوا الرِّقَابَا

يَمُوتُ الحُرُّ مِنْ جُوعٍ بِأَرْضٍ
وَيَأْبَى الذُّلَّ لا يَخْشَى الكِلَابَا

أَلَا فَاصْعَدْ جِبَالَ الذَّوْقِ فَخْرًا
بِعَزْمِ الجِدِّ لا تَرْهَبْ صِعَابَا

إِذَا رُمْتَ العُلَا مِنْ دُونِ زَادٍ
كَمَنْ يَسْعَى لِيَحْتَضِنَ السَّرَابَا

فَإِنَّ مَحَاسِنَ الأخْلاقِ نُورٌ
فَجُدْ بِالخَيْرِ وَاحْتَسَبِ الثَّوَابَا

شعر / أشرف السيد الصباغ

مناسبة القصيدة

تَتَآلَفَ الأرْوَاحُ، وَتَتَنَافَرُ بَعْضُ الطِّبَاعِ، وَأَعْجَبُ مِنْ أَفْعَالِ بَعْضِ النَّاسِ الَّتِي تُنَافِي الذَّوْقَ، فَالذَّوْقُ سُلُوكُ الرُّوحِِ، فَمَنَ لا ذَوْقَ عِنْدَهُ، فَلا رُوحَ فِيهِ . ( بحر الوافر ) .
© 2024 - موقع الشعر