ربيع القصائد - الزبير كتاني حلبي

جنى الحب آثار الهيام المسبد
يجن به العشيق كالليل سرمد
يسهرني كأن ليلي يسامر
القوافي، ولا يكل نوما بمعبدي
ولم أكره الحب الجميل وإنما
كرهت الفراق إذ يلوح ينكّد
ولكن أتاني الطيف منها، وعيناها
استدارُ الشّموسِ من جمال مخلّد
دنا حسنها فنا يسهرني الدجى
وسحر جمالها كطيف الزّبرجد
وخصلات شعرها جدائل طفلة
نسيم الورود بل نسائم عسجد
مباسم ثغرها كقوس نباله
جحافل عشق عاديات المهنّد
وفي حسنها تاء التأنيث رقاقها
نقوش من الرفات، قلبي المجند
تنير القلوب عند عينيك يا حبي
وتروي لشاعر ربيع القصائد
وأقبع ثاني اثنين بين عتبات حبها
كلامها كتغريد الطيور
لقلبها براءة يحار منه كل طفل
ويخجل القمر أن ينير بضوءه
وتُذِر الذاريات بريق عشقها
يطوف بالقلب غلافه وغلافها
سحرتني وما بي مس
وأسكرتني ولم أرتوي خمرا
قلت للحب كرهتك
قال حياك الله يا صاحبي
ها هي قد أتت فامنع نفسك من حبها
أو ارتوي يا هذا وارتوي
وطف حول بيت الله وقل لها
غديرا من الشعر أو قفِ
سكنتني ونامت وحطت بثقلها
ودارت وطافت بأوردتي وقالت قم
لم يمت قلبك وإنما
الله يحيي الجسم والقلب بعد موته
إذا سقيت من كأس الخذلان فأنا هنا
يداي بيداك فقمِ
تعانق قلبينا قبل اللام والألف
فكسرت الوزن والشعر والنثر
ومزجت بينهما
حتى تكمل ما تبقى من قصائدي
فمن قال للحب تبت يداه
فلا تَبّ كلاهما
فمن نظر الي عيني
واستطاع قراءتهما
فقد قال شعرا وهو ليس بشاعر
© 2024 - موقع الشعر