لو أنها تُصغي - حسن الحضري

قسمًا بربِّي ما رأيتُ كهذه
حُسنًا على مَرِّ الزمان بما جرى

برزتْ لقلبي بعد طولِ قنوطِه
فكأنها برقٌ تحايَلَ وانبرى

كيف السَّبيلُ ودون دَرْكِ مزارِها
كمنازل الدَّمَّام مِن أمِّ القُرى

ماذا أقولُ وقد تربَّع دونها
بالليلِ طيفٌ يستثيرُ إذا سرى

لو أنها تُصغي لقلبي بعدما
علمتْ بشوقٍ يستطيلُ بما اعترى

لضربتُ ظَهر العيسِ في فلواتها
حتى تبلِّغني مُناي كما أرى

للهِ أشكو ما لقيتُ من الجوى
في حبِّها ومن السُّهادِ وما بَرى

ومن الدموع زجرتُها في ليلةٍ
شدَّتْ متونَ النَّجم فيها فامترى

صدَّتْ وكانت قبل ذلك كلَّما
عاتبتُها ضحكتْ فأسلو ما جرى

فاليومَ دسَّتْ آية البين التي
قد كنتُ أحذَرُ أنْ تكدِّر ما نرى

سُوقوا إلى الحضريِّ آية وصلِها
فلقد رآه الليلُ مغبونَ الكرى

© 2024 - موقع الشعر