هيفاءُ تُغازلنُيِ ( أبو ألحسن – ماجد ) - ماجد حميد حسين

هيفاءُ سحرتني عندما ألتقيتها فوقع ناظري
عليها فجعلتني أهيم بعالم مجهول كأنها

ملاك يختبر الخلق من الرجال بأيمانها نزلت
من السماء كأنما بلاء سيحل بعالم مثقل بأفعالها

بوسع عينيها كأنها تُغازلنُيِ برمقاتها تَغمزُ
ورموشِ عينيها تُداعب الهوى فأني أنثنيت أليها

أنشدت لها قصائدِ غزل وبمشيتها تميل الغصون
وقلوبنا تخشع وتسجد ونحن بها أكتوينا

يَنتفضني الحياءُ ويَفضي الحنانُ في مهابتُها
فلا تكلمُ نَفسي غيُرها وأني بها متلوعُ

فما أعَلُم ماذا أصابني أذ أبتليتُ بجمالهاِ
كأنّي تعرضتُ لغزوةٍ قومٍ همجٍ فهببتُ أتدافعُ

أثقلت بمشيتي وذهبِ عقلي يطوف بالذهول
والجمع من حولي يتسائل مني ويتطلع

فأني أفنيت عمري في جمع نوالها وأني
أبتليت بعشقها في أفيائي يسري ويتسع

فأجبتها أنا بخافق قلبي المرتجف
كأني هلكت من ردود أفعالها وأليها أقنع

تراني أسمع أنفاسها رغم ألبعد بيننا
فروحي لها راغبة تتجاذب لها وتتروع

وأني أنا ألمرء ألولهان ألذي أصابه من
عينيها رمد لبريقها الوضاح المقرع

و لست بنادم عن عشقها المروع
حتى وأن أصابتني بسهامها النواهل المتضوع

أن لوسيع عينيها سعير حميمها كأنها
تلسع أن أصابتك منها قبس تركتك تركع

فأصبحت كأني أصب في ألاحداق نظراتي
تزيد لهيبا فلا لنورها رادع ولا فزع

تعاتبني ألاحبة مالك والتعلق بها فأجبتهم
النفس تلتقفها كالفراش لدفىء لهيب الشمع

فلهفي عليها مولع كأنها ألأم نلوذ
أليها أن أصبنا عطش أو أحسسنه بجوع

أن بعدها عني يبكيني ولع وأعز نفسي
أن أعتلاني تأسي ببعدها لله أتضرع

أشم ربيع عطرها ألعبق ألاطيب فلا
يوم يمر ألا وأعتلاني هوس ولها أرجع

أوصف بعض من سيماها وبما أني بها
أصف قوامها أم نور وجها ألوضاح المولع

أنها حوراء بلغت بجمالها أوصاف
تغلبت على حور العين في الجنات تتربع

فرحت أضيع في أوصافها فلا أقدر
أن أثني عليها للأني قد لا أملك وقت متسع

فيا لهيفي عليها أن مرت بطريق سكني
فقلبي يسقط لتقطيع أنياط القلب ويصرع

فأذا صحوت عن غفلة ضياعي في
مجارات النفس فعيوني تدمع وآذاني تسمع

أردت مجاراتها لتفضيلي لها وأنا سارح
وفي الحقيقة أتستر والدمع أجريته ضائع

نَعت نفسي وَأَسرعت وَنادَيت بالرحيل
وَودّعت أحبتي وجمعت شمائلي وقلبي يفجع

من خصالها بريقها كطير الغر جئتها طوعاً
لرغبتها دنوت منها ونفسي بنارها تلذع وتتلوع

أن انثنت أمامي تملىء الدنيا بمفاتنها
وتطوي عدة القرون لي بالأعياء تتجمع

فتعجل بظهور النجم الطارق بمراتبها
لفضل الجمال لا تبقي للوجود و لا تذر فارع

© 2024 - موقع الشعر