لله أشكو شجونًا - حسن الحضري

لله أشكو شجونًا نَدَّ طارقُها
ببعض صفوي فغصَّ الأينُ والرَّبَشُ

إني امرؤٌ واضح الأمجاد مؤتبزٌ
وليس من شيمي التَّرقيشُ والدَّغَشُ

إن حلَّ خطْبٌ جعلتُ الله كافلَه
فارفضَّ بعد طُروقٍ وهْو مرتعشُ

دع عنك هذا فأمرُ الله ذو بِلَغٍ
عما قريبٍ يَبِين الحقُّ والرَّقَشُ

واشددْ إلى روضةٍ كدَّاءَ مخضلةٍ
رِحالَ شِعرِكَ والأنواءُ تعتفشُ

في ساحةٍ نضَّد الأعراب بُرْقَتَها
وراودتْها هتونٌ ثَمَّ تنتقشُ

أو ربوةٍ خدَّدَ البادونَ قاتِدَها
فأينعتْ بقُراها الهيمُ والأمَشُ

ترصَّدتْها عوادي الرِّيح في لُججٍ
يأبقن مِن لججٍ قد رابها الجَرَشُ

وقفتُ فيها تجول العَينُ في شغفٍ
والعِينُ في دَعَةٍ قد هالها الوَلَشُ

فانفضَّ منها خليطٌ سامَهُ جَرَضٌ
مِن بعده جَرَضٌ مِن دونه هَمَشُ

قد نَدَّ عن لُقْوَةٍ جرداءَ سابحةٍ
قد رابها جَرَذٌ أو راعها رَمَشُ

فأقبلتْ تتلظَّى وهْي كادحةٌ
وانهدَّ منها شراعٌ قدَّه الكَرِشُ

فعاجلتْها المنايا وهْي غافلةٌ
فخلَّفتْها رفاتًا فهْي تنتبشُ

© 2024 - موقع الشعر