في هجاء شيخٍ كذوب - حسن الحضري

عجبتُ لشيخٍ أرسل الموتُ سهمَه
إليه وما زال النفاقُ يغالبُهْ

ألا يستحِي من ربِّه أو يقوده
إلى رُشده خوفٌ لديه يطالبُهْ

عليه من الرحمن ما يستحقُّه
وحاق به مِن كلِّ شرٍّ عجائبُهْ

أتَشهدُ زُورًا كي تُطعَّمَ لُقْمةً
وتُروَى شراب الذلِّ إذْ أنتَ شاربُهْ

ستُجزَى بهذا حين تُبعثُ مفردًا
وقد خاب مَن ضلَّت لديه مطالبُهْ

وإنَّ جزاء الشرِّ شرٌّ لمن يرى
فدع عنكَ وغْدًا ليس يؤمَنُ جانبُهْ

ستندمُ لو يُغْنِي التندُّمُ أهلَه
وتعلم أنَّ السوء ساءت عواقبُهْ

وكلُّ سبيلٍ للغواية منقضٍ
بآيةِ شرٍّ ينثني منه صاحبُهْ

وأنتَ امرؤٌ في الشرِّ يسبق أهلَه
وفي الخير مفقودٌ تطول مثالبُهْ

وأنتَ امرؤٌ لا شيء يذكرُه إذا
تفاخَرَ بالتذكار في الأمر غائبُهْ

بعيدٌ عن التوفيق أنتَ موكَّلٌ
بكَ الخزيُ حين الخزيُ ترنو مخالبُهْ

وتلهثُ مثل الكلب لا مِن حِمالةٍ
عليه ولكنْ عادة لا تجانبُهْ

وندعوكَ للحقِّ المبين فتبتغي
سواه سبيلًا سوف يَهلك راكبُهْ

ألم ترَ أنَّ الله أولاكَ ذلَّةً
تبوءُ بها في كلِّ أمرٍ تقاربُهْ

فدع عنكَ فِعلَ الخير لا تَقْرَبَنَّه
وكن مثلما أنتَ الذي لا يواكبُهْ

© 2024 - موقع الشعر