فَعلَ الصَّباحُ - ماجد حميد حسين

أتعلم ما فَعلَ الصَّباحُ بفُؤادِي
أقاموا لي نَهارٌ طَالعٌه بدى مُظلِمُ

فما أبصرت خلي ولم أرى
مَحاسِنُه كيف خَفتْ بدرٌه عني الأنجُم

فعلمي أنَّ الدَّهرَ لم يُدنِي
أحبَّتي فدُموعِ الفَيضَ لجَفوني أصبحت معتم

فسَعَى بال السَّواكِبِ مني فيضا
أقامت عَواذِلي أحتفالا لكثر المظالم

فدعوت صبري أن يلوذ بالتجمل
فالقلب ليس نادم فألبعد ردني مغرم

فلا تحْسبي أنيّ على الجُنون
قادم فالقَلبُ في نارِ الغَرامِ متمتم

فنَّفسَي على ألهوى أُصرَفُت
نصيب ألمهجة لفعل الوشاة ضمئة سقم

أرغمت ألفؤاد عن ألبوح بما دار
بخاطري فلا ألعقل أرتضى ولا رَحِمُ

وأني وأن نوهت لمقصد سكني
فأنا أصبحت أبكي وتضحك مني العوالم

ماضرني تبسم حاقد وما أيقضني
رُقاد حبُّي ألقديم وما أشْتَكِيت لحَاكِمُ

إنِّي مُشتاقَا لذَكرى تلهُوا بها النَّدَى
بما رَاقَّ لي رُقاد ألدهر النَّائِم

أصبحت كأني العَليلُ أستَميلُ بمشيتي
فجال ألرقاق مني وأنتَ كالسحاب ألغائم

فكم تمنيت لو كفكفت مِن مَدامِعِي
ولكني بالرغم من رَجاءٍك أسعدك تظلمي

فأني راضٍ بنظرةٍ منك لي فهلْ
فحسبي ألله يغفرُ الخَطاي منك ياظالم

مددت روحي ونفسي لك بتَوْبَةً
تكرما بحُسنِكِ ألبهي ألبازغ ألعظيم ألايتم

فما ضمَّني ربوعك يوماً ولم
أحتفِلٌ بقدوم أنفاس نسيم السائل ألمبهم

فلذِكراكِ إنِّي تَعُوزنِي لوعة لَها
أللذات عَزُّ منها مُصيبَةٍ يفهمها ألمتألم

أفأن رأوني في الحب متيّماً فأني
شئتَ لنفسِي مخالفة لم يفهمها ألمتبسم

أيقضني ألشوق وهزني مضجعي كالحسام
أصابني بقتلة كطعن ألبيض الصرم

شغفت فؤادها أبتسامة فضّ صّمتها
إحساس كالسحر بالحشا تلاها مرغم

© 2024 - موقع الشعر