ربيع الحياة. - أبو الدرقاء سليمان بن يوسف

ليس العيب أن تتعثرا..
عش عثراتك تأملا و تفكّرا..

أما رأيت السهم زاد مداه..
كلما تخلف و عاد الى الورا...

ارضى بما قسم لك تصبرا..
كن في حياتك الشهم القيصرا...

اجعل قلبك بحرا للسعادة..
و امنع سفينة الحزن فيه أن تبحرا..

ان أسقتك الحياة علقما..
اجعل من تفاؤلك فيها سكرا..

ذلل بآمالك قسوتها..
و كن أمامها أسدا مكشرا...

وان شتتك الحياة فكن..
فيها مثل النجوم تبعثرا...

تزيد ليلها قداسة..
و تؤنس فيه القمرا..

ولا تجزع منها ان..
انت عشت جرحا و تدهورا..

لولا الجرح ما سال دم..
و ما عاد لون الورد أحمرا..

هذه الحياة الحال فيها متقلب..
وكل حال فيها لن يعمرا..

لا تعش ربيعا من حياتك واحدا ..
بل اجعلها كلها ربيعا أخضرا..

ان ضرب الرعد و خطف السنا..
عينك نزل المطر عليك مبشرا..

و البذر في الثرى حاز تجذره..
و خرق الأرض ليثمرا..

إن الحياة عليك كتاب..
عار عليك أن تجزع مما سُطِّرا..

احمد ربك شكرا وصبرا..
من الإيمان بالله الرضى بما حكم و قدّرا...

© 2024 - موقع الشعر