معلمتي

لـ سعد مردف ، ، في التعليم والتوجيه، آخر تحديث

معلمتي - سعد مردف

معلِّمتي أتيتُك فاقْبليني
و رُمتُ رضاكِ صفوًا فامنحِيني

رعَاكِ اللهُ من أمٍّ رَؤُومٍ
سمَوتِ على المداركِ ، و الظنونِ

فأنتِ الشمسُ تُشْرِقُ في حيَاتي
و أنْتِ الزَّهرُ يُورِقُ في غصُونِي

و أنتِ العطفُ يجْدلُ أمنياتِي
و أنتِ الحُبُّ يسكُن في عيُونِي

و أنتِ رفيفُ إيمانٍ تناهَى
إلى الوجدان في رِفقٍ ، و لينِ

معلِّمتِي ، و هلْ للبِشْرِ إلاَّ
سنًا من عَارضَيكِ يفيضُ دُونِي

و هلْ إلا خيالُك رقَّ حتَّى
سقَاني الودَّ من أحلَى مَعِينِ

متَى ما جئْتِ أينعَتِ الأمَاني
و إمَّا غِبْتِ طيفُكِ يحتوينِي

فأغدُو نسمةً في الصُّبحِ لاقَتْ
أريجَ الروضِ يعْزفُ باللحُونِ

معلِّمَتِي ، و أنْتِ ضياءُ قلبِي
لقد علَّمْتِني أدَبي ، و دينِي

و أجرَيتِ المعارفَ لي بحُوراً
و في أمْواجِها عبَرَتْ سَفينِي

و بالصَّبرِ الجميلِ ملأْتِ نفسِي
بحُبِّ الله ، و الذكْرِ المُبينِ

و قد علَّمتِني حبًّا لأهلِي
لأمِّي ، و الأبِ البَرِّ الحنونِ

و للوطَن الجميلِ عطفْتِ روحِي
فذابتْ في المودَّة ، و الفُتونِ

بذَا أهْواكِ يا أماًّ تولَّتْ
مِنَ الأبْناءِ جيلاً منْ بنينِ

و أنفقتِ السنينَ لكي تربِّي
رجَالاً ، أو نساءً للسِّنينِ

وهلْ في الناسِ مثلَك ذاتُ فضلٍ
على نشْءِ المدارسِ خبِّرينِي

تفيضُ العلمَ مبذُولاً جَناه
بلا بُخلٍ ، و لا قلبٍ ضِنينِ

و لوْ دُعِيتْ إلى الراحَاتِ كانتْ
لِتؤثِرَ دونَها عرَقَ الجبينِ

و حنَّتْ للعلومِ تجودُ منْها
كجُودِ المُعصِراتِ على الحُزُونِ

معلِّمتِي ، سَمَوْتِ بكلِّ فخْرٍ
فأنتِ مَنارةُ العزِّ المكينِ

لك الإجلال منِّي مستفيضاً
و باقات المحبَّةِ كلَّ حينِ

© 2024 - موقع الشعر