شهرياد - علي بن الساسي كرامتي

لو تعرفين صديقتي
لو لاك لم تتسلّل الدّنيا إلى قلبي
لولاك يا امرأة الهوى و السلسبيل
لولاك لم تتكدّس الأشواق في دربي
لولاك يا امرأة على عرش الأماني تجلسين ..
و تحبسين المستحيل
ما جفّ في روحي نبيذ الأقنِعَهْ .
هذا الهوى المهووس
من إلاّك قد صَنَعَهْ !؟
من ذا أسال رعوديَ القَلْبيّهْ !؟
من علّم العصفور نقر زجاج نافذتي
في كلّ صبح
و النّقش فوق خضمّ ذاكرتي
بوْحَ البروق و همسة من شهرزاد !؟
من لي سوى عينيك أشجاني !؟
من لي سوى عينيك أحياني !؟
سبحان قلبي كم يحبّك أنت ... سبحاني !
ماذا أقول
و أيّ قول قد يحدّ تخوم حبّي !؟
إن كان للأفق البعيد حدود
أو كان للنّور المشعّ حدود
فلبحر أشواقي كذاك حدود .
إنّي القتيل على صباح الأمنيات على الحدود
إنّي المحطّم خلف أشرعتي..
و أحلامي سراب
إنّي المسافر فوق أجنحة القطا و الاكتئاب
إنّي الرّصيف الجلّناريّ المديد
تسودّ نار دمي..
على شهوات هذا الاستلاب
القلب ورّطني
لأحسُوَ جرعة من ضحكة الماء الضّباب
و القلب سوسنة يعمّدها الجليد
بيضاء، تهصرها يد من صولجان الاغتراب
ماذا سأفعل من جديد
يا قلب هل أرتدّ عن وطن التّصابي
النّاي معراجي الأخير، يذيب شوقي للعذاب
فَلِمنْ أغنّي..
و البروق تصمّ شهوة خافقي للأغنيات
و العاشقون على صليب الروح مشنوقون
كيف الغناء و قد نَبَتْ عن عودها النّغمات
نبَتَتْ على وَضَحِ القبور طحالب الفارّين
و الطّلقة الأخرى تنادي طلقة أخرى
و أنا على قلبي أسير بلا بحار
لا و دون حياة
أصطاد من شبق المواسم
خطوة عذراء بكرا
فأنا مللت زنى السّنين مع السّنين
و تضاجع الموجات و الموجات
عِفْتُ النّهود المغمضات على الأنين
عِفْتُ انتصاب الصولجان على فم الشهوات
الروح قد صبئتْ و هاجر وحيها الوثنيّ
و تقيّأتْ قمح الهوى المبتلّ بالدّم و الجنون .
زهْوُ الشفاه و سُكّرُ القبلات،
ما عاد يعنيني .
عبق العطور و زهرة الوجنات،
ما عاد يعنيني.
ميراث نهد مقمر
ما عاد يغريني.
سفح المرايا و اختلاج الخاصرات
ما عاد يستهويني.
الروح قد صبئتْ
و هاجر وحيها الوثنيّ
لمّا تَعُدْ تتعبّدْ
في ضفّتيْ الدنيا
و توقد شمعة الآهات
لمّا تَعُدْ تتعمّدْ
بيارق اللّذّات و الحيوات
بين الصّفا و منافذ السّروات
طلّقتُ رؤيا شهريار
لولاك هل طلّقتُ رؤيةَ شهريار؟
© 2024 - موقع الشعر