بلاغة العين من ديوان تفاحة آدم - برادة البشير عبدالرحمان

عناصر ديوان تفاحة آدم
 
- إهداء عام : ص 5
-إهداء خاص مع رسالة غضب ل(بابيلو نيرودا) من ص 6 إلى ص 8
- إستهلال : من ص 9 إلى ص 10
- عناصر الديوان : من ص 13 إلى ص 114
* أنفاس العشق : من ص 13 إلى ص 46
* تفاحة آدم : من ص 48 إلى ص 81
* بلاغة العين : من ص 83 إلى ص 99
* مخاض الوعي : من ص 102 إلى ص 114
- برادة البشير : المسار ص 116
- إصدارات مرتقبة : ص 118
- لوحات الديوان : ص 1-12-14-38-40-46-71-81-84-95-99 -
 
 
إهداء عام
 
 
إلى كل امراة ... كزوجة، حبيبة، أم، أخت ... كأي طفلة ... إليك حوائي، أهدي عصارة روحي ... تقطر من ثنايا القوافي ...
كنت، وستدومي ، نبع الرقة، واللطف، والروعة والتعاطف والعطاء... والعشق...
فنبع الرحمة انبثق من رحمك، وشلال الحنان تدفق من نهديك في الطفولة وريعان الشباب ...
لك تحية إجلال، يا نبع الجمال ...
لم يكن "المثل" الفرنسي على صواب حين ذهب إلى أن : "وراء كل مشكل لمسة أنثى"، ويخطئ بعض المربين إذ يقرنون مساوئ "الكتاب المدرسي" بميول المرأة ... حين يقولون "الكتاب المدرسي كالمرأة شر لا بد منه !" .
لم تكن المرأة شرا ... ولو كانت كذلك، ما ركع أخناتون لنفرتيتي ، ولا فتن باريس بهلين، ولا بكت عشتار أدونيس ، ولا تحايلت "بينيلوبي" على الطامعين بها لعشرين سنة قبل رجوع زوجها ...
لولاك حواء ما بخر "آدم" وصاية ... بقطع تفاحتك ... أنت "عاليس" قرطاج، و "أوربا" زوس، ليلى كل رجل ... وحلم آدم في اليقظ والمنام ... كنت دوما حافزا لإبداع الرجل ... حذار أن تختفي وراء أصبعه ...
 
برادة البشير
فاس في 2018-03-08 :
 
 
إهداء خاص مع رسالة غضب لبابلو نيرودا
 
 
إلى روح الطفلة الجريحة "مالفا" ابنة "بابلو نيرودا" ...
إلى روح "ماريا أنطونيتا هاخنار" أم الطفلة "مالفا" وزوجة "نيرودا"...
إليكما أهدي قصيدتي "أنفاس العشق" مع رسالة غضب لروح "بابلو نيرودا"... الذي أوهم الناس بما فيهم لجنة جائزة نوبل للسلام ... أنه شاعر الحب، والرحمة، ومحبة الإنسانية ...لقد ملكت يا "نيرودا" قلبا قُد من حجر ...
وروحا صيغت من نحاس ... لا لشيء، إلا لأنك أهملت زوجتك، ونبذت طفلتك... وتركتهما لمصيرهما البائس ...
ذهب "بابلو" بعد هجرة ابنته - إلى الأبد - بشهرين ليتزوج بعشيقته الايديولوجية "ديليا ديل كاريل" التي تكبره بعشرين سنة .
" بابلو" لم يعش للحب، بل كان رجلا إيديولوجيا ... لا يعرف "العشق" إلا من خلال حروف تشكيل أبجدية التصنع والأنانية ... عاش لمعدته ... وكان زير نساء ...
لقد كانت سيرته تنضح بميوله النرجسية والتي فضل أن يعنونها ب "أشهد أنني عشت" .
لقد عاش "بابلو" كأي رجل للبطن والجنس ... ولم يشهد كيف عاشت طفلته "مالفا" وأمها محطمتين، تغرقان في البؤس واليأس والغبن ... والحرمان ...
بسذاجة الأطفال وهي على فراش الموت ، وفي سن الثامنة، تساءلت "مالفا"
"كيف يستطيع أب ... شاعر (خال من العيوب) كأبي بابلو ... أن ينبذني وأنا مريضة ؟ !"
لم يقف الأمر عند هذا الحد... بل عندما توفيت "مالفا"، وأخطرته أمها بذلك
كي يحضر جنازتها ... لم يهتم، ولم يجب عن نعيها... ولم يحضر ... بل لم يعتذر
إنه نموذج للقلب الذي قد من جلمود صخر حطته "السادية" من عَلِ ...
لقد ماتت أم (بابلو) بعد ميلاده بشهرين، وكانت مدرسة، ولكن موتها المبكر حرمه من تعلم "فن الحياة"، فأسقط ما حرم منه - لاشعوريا" على طفلة بريئة كانت ابنته "مالفا"...
لقد كانت جائزة نوبل التي منحت "نيرودا" ليس لشعر الحب والرحمة ومحبة الإنسانية كما ورد في ديباجة لجنة التحكيم ...
 
بل كانت الجائزة مقابل التزامه الايديولوجي ضد "بينوتشه" وحكم العسكر ... وتعاطف الناس ضد القمع ... إن جائزة نوبل كانت من أجل فعل سياسي ، ولم تكن للعشق ومحبة الإنسان ، فالمشاعر الإنسانية منه براء ...
لقد كان (بابلو) مؤدلجا حت النخاع ... وقصيدتي "أنفاس العشق" رسالة غضب لروح (بابلو) للمصير الذي "اختاره" لابنته وزوجته...
لقد كانت قراءتي لنتف من الرواية الشاعرية ل "هاجار بيترز" التي تدور أحداثها حول سيرة "مالفا" ابنة (بابلو) ... كانت بمثابة حقنة أرق شديدة المفعول ... بخرت النوم - وهو أصلا قليل في حياتي اليومية على مدار السنة - من عيني لأيام ... ولم يهدأ لي بال ، ولا استكانت نفسي إلا بعد تحرير كلمة الإهداء، ورسالة الغضب ... وإتمام القصيدة - "أنفاس العشق" - ذات الصلة ب "مالفا" ، و (بابلو)...
 
 
برادة البشير
 
فاس في : 08-03-2018
 
 
 
استهلال
 
 
 
كانت "أبجدية الإغريق"، كأبجدية الفينيقيين نطقا ... وترتيبا، وعددا، لم تزد عنها إلا بحرفين هما(o) و(y) للإعراب بدل كُمُونِهِما في اللغات الشرقية وكان المضاف للأصل الفينيقي ذو دلالة رمزية ... - في نظري - حيث (o)يرمز إلى تضخم عجرفة وجبروت الرجل في الثقافة الإغريقية المنقلبة على رقة الأنوثة في الحضارة الثموزية الشرقية بالهلال الخصيب ومصر القديمة ... ف (o) ونطقه (oh) دال على التأفف والتبرم ... والتعالي ...
بينما حرف (y) فهو رمز الذكورة الذي جعل (x) المؤنث كيانا مجهولا كمجهولات المعاملات الجبرية.
إن عدد فونيمات أبجدية الإغريق دفعت (هوميروس) إلى تقسيم ملحة "الإلياذة" إلى (24) أنشودة... وفي الأنشودة (22) يصرع آخيل اليوناني، هكتور الطرداوي، وكأن لاشعور هوميروس لم يبارح أستاذ الإغريق في الأبجدية قدموس أخ "أوروبا" التي اختطفها كبير آلهة الإغريق "زوس" التي سبته بجمالها الساحر...
فكان قدموس من لقن الإغريق الأبجدية كأداة الكتابة ... وروض أصابعهم لمداعبة القلم ...
وفي الأنشودة (24) يرجع هوميروس بلاشعوره الإغريقي إلى الشرق مرة ثانية، حيث يجعل سبب تحالف : هيرا زوجة زوس ، وأثينا ربة الحكمة عند اليونان ضد طروادة وأسرتها الحاكمة بما فيها : باريس عشيق هيلين زوجة "مينيلاوس" أخ "أغاممنون" كبير ملوك الإغريق ورئيس تحالفهم ضد طروادة...
جعل هوميروس سبب التحالف السالف والذي انتهى بدمار طروادة ، هو الحكم الذي أطلقه "باريس" الوسيم على أجمل الإناث في عالم الآلهة ، حيث فضل "أفروديت" وهي ربة الجمال والحب والخصوبة بالهلال الخصيب ومن
 
أصل سومري وهي الأصل الاشتقاقي - والدلالي - لمفهوم الجنة عند المسلمين أي "الفردوس" ...
فضل (باريس) أفروديت على (أثينا) و (هيرا) ، فحقدتا عليه ، وعلى طروادة
وكانت جائزة أفروديت من طرف باريس هي "تفاحة ذهبية" - انظر غلاف الديوان حيث أفروديت تمسك تفاحتها الذهبية - ...
وهذه الهدية بمثابة العودة اللاشعورية الثالثة في أناشيد الإلياذة إلى الشرق العريق، حيث الحادثة تستدعي "تفاحة آدم" التي أغرت بها حواء آدم ذات الصلة بنبتة الخلد في ملحمة جلجاميش والتي ستسمى ب "شجرة المعرفة" في الإنجيل ... و "هذه الشجرة" دون تحديد كنهها في الرواية الإسلامية...
والمهم : الكل شرق ... و الإغريق كانوا - حسب تعبير فريديريك نتشه - تلامذة سذج على ذلك الشرق في : الكتابة والأسطورة والتنظير... والموضوعات، وأسماء الأعلام ... منذ زمن بعيد، وقبل اختلاق مفهوم : "الحقبة الهيلينية" كخطأ في ترتيب وتحقيب مراحل تطور الفكر الإغريقي ...
في ما بين القرن الثالث قبل الميلاد، والقرن الثالث بعد الميلاد مع ظهور الإسكندر المقدوني ...
لقد كانت - في نظري - فتوحات الاسكندر للشرق إقرار بالعودة إلى الأصل وانبهاره ببابل؛ ومصر الفرعونية، وماأَخْذُه البركة من كهنة "آمون" سوى حاجة ملحة لاشعورية للاسكندر لأخذ "صك" الاعتراف بأهميته من مصدر "سامي" ...
ولكن الاسكندر لم يجرؤ على التحرش بقرطاج العظيمة رغم ما ارتكبه من فظائع ب "صور" العريقة... كي لا تتبخر "بركة آمون"... ولمن يريد التفاصيل يرجع إلى "روايتي" ذات الصلة تحت عنوان "إعترافات هوميروس بتْواتْ أَنوبيسْ"...
 
 
بلاغة العين
 
*******
لوحة:
 
لوحة من تشكيل برادة البشير بتاريخ : 26-09-2015
تمثل العين فيها جوهر الأنوثة بإعتبارها نافذة الروح
 
*******
ينوب سكون العين
عن ثرثرة لساني
عن صمت كياني
صلاةً...
وتسبيحَا !!
******
وغاية العشق
وحدة...
تلغي التواصل :
تصريحا....
وتلميحَا !!
******
ومهما احتوى
اللسان قلبا
فالعين...
دوما...
تقترح تنقيحَا !!
******
كأن اللسان
ليل...
وفتح العين...
كان، لعقال العواطف
تسريحاَ !!
******
ومن ركبت عينه
لجة العشق
صافحته الحقيقة
عند ضباب...
الصبيحَه !!
******
أَهيمُ ...
في أغوار عواطفي
سائحا...
بين دفتي سِفْرِهَا
تلاوةً...
وتصفيحَا !!
******
فأغرق
في وادي الظنون
وريح التخمين
يدركني...
ترجيحَا !!
******
وغاية العشق
وحدة...
تلغي التواصل :
تصريحا...
وتلميحَا !!
******
فالعشق حالة
نحياها
والقلوب لا تعالج ...
بالجراحة تشريحَا !!
******
تتلاطم
الغايات بالعاشق
كأن به
إغماء نفس
جريحَه !!
******
وعين العاشق
كعين جميلٍ...
كقيسٍ ...
كعَبْلة...
لا تلمح
في الحياة
قبيحَه !!
******
ويجود العاشق
بالروح...
بالراحة ...
إلا ليلاه...
ولَوْ زار ضريحَا
******
فالعشق احتواء
كالأمومة ...
كياء التملك...
كالأنوثة...
للغريم... مزيحَه !!
******
فإن تمكنت
ريح الهوى
من عاشق
فاضرب أنى شئت
فلن يصيحَا !!
******
وتيار العشق
في قلبنا
يفجر...
قريحة ...
وألف قريحَه !!
******
والعشق
يغازل الأسباب
مطية
إلا صحوة النصيحَه !!
******
والكون بالعاشق
يضيق
فلا مكان...
سوى عين الحبيبة ...
رحبة ...
فسيحَه !!
******
وغاية العشق
وحدة
تلغي التواصل
تصريحا...
وتلميحَا !!
******
وقصور اللسان
معوض
وأرَقُّ تعبير
دمعة فصيحَه !!
******
وعند اللقاء ...
تجود
عين العاشق ...
بدموع الراحة
مريحَه !!
******
وعند الفراق
يحاكي
قلب المتيم
رقصة الموت
في جسم... ذبيحَه !!
*****
تحكي الدموع ...
وتحكي الرموش ...
الخبابا !
آهات صريحَه !!
******
والآهات ...
أعز الأصوات
عند العشاق
وصالا...
وتصريحَا !!
******
ونطق الآهات
يفتح الثغر ...
وسعه
والصمت رعشة
تسري...
في عيون العشاق
بيانا...
وتوضيحَا !!
******
والآهات
تحرر أنفاس
الفؤاد
والروح
من أعمق
شريحَه !!
******
فما أحَرَّ
أنفاس العشاق
كأنها ...
فوق نار
ترقص
على صفيحَه !!
******
وريح كل رقصة
في عين العاشق
مليحة !!
سوى، رقصة البندل …
تذيب السكون...
بالثبات...
مطيحَه !!
******
وتُسامح عين...
العاشق
كلَّ تغير
إلا في الوصال...
شحيحَه !!
******
ودورة الزمان
في كل الأمور ...
عبث العقل ...
شرحاً !
وتوضيحاَ !
******
سوى، عين الحبيبة
في عين العاشق
تجمِّد ...
قهرا ...
سيل الزمان
إعلانا... وتلميحَا !!
******
والذكرى ...
ضيعة العشق
فلا تسل
عن تعلق القلب
بذكرى
فالذكرى تبعث...
ذاتًا طريحَه !!
******
 
لوحة:
 
 
اللوحة من تشكيل برادة البشير بتاريخ :30-05-2002
تمثل الحلم برقة الأنوثة
 
******
كقبلة الحبيب
كتعلق المتيم
بخاتم...
كتوحد بمنديل ....
كوردة تسكن ...
ضريحَا !!
 
******
 
كجرس "المعنى"
يرن بالعين ...
كتوحد
باسم... بلون...
بركن ...
كصمت...
يقطر... توضيحَا !!
******
كأعرابي ...
يهيم بالحجر الأسود !
كعربي...
يتدثر ...
بحرير البلاغة
من حَرِّ اللغو !
بصمت جميلٍ !
بإشارة ... فصيحَه !!
******
خبرت نواة العشق ...
صلبة...
كعقيدة ...
كفورة الإرادة ...
كإيمان ...
يعلو التجريحا !!
******
يتماهى مع الذوق
وصلة ... معتقة !
تراقص الروح...
وتُسْكِرُ راحُهَا ...
النسيم... والريحَا !!
******
ورؤيا ... العشاق ،
بلسم... كالبراءة...
كالشعور ...
كالشعر ....
كنطفة حدس !
كذوق مرهف...
إيقاعها... معيش
لا يقبل ... تصحيحَا !!
******
وصال العين...
بالعشق ...
محايث ... لقوى الكون !
يأبى تعديلا...
ويرفض تنقيحَا !!
******
وفعل العين...
كفعل العشق فينا !
كروح النبيذ...
تُسبت العقل
للروح مريحَه !!
******
وصال العين...
كحبيبات النرجس ...
تصنع رذاذ فراشة ...
رحيقها...
يسري... في أرجاء الكون
ينساب ... تلقيحَا !!
******
 
لوحة:
 
اللوحة للفنان "كبريال رونوا" وقام برادة البشير بإعادة إنتاجها مع تصرف؛ فكل إعادة إنتاج بمثابة تشكيل جديد... اسم اللوحة "ذات القميص المفتوح "
بتاريخ 16-06-2015
 
********

مناسبة القصيدة

ليس كبلاغة العين بلاغة في روعة تتقطر عبر روي الشعر سحرا في الوصال
© 2024 - موقع الشعر