لاجئة

لـ لقمان شطناوي، ، في غير مصنف

لاجئة - لقمان شطناوي

تذرعُ الأفقَ حالمةْ
تجوبُ مرارةَ الوقتِ
تلسعها كسرةٌ آسرةْ..
في وجهها وحشةُ الفقدِ
كستها اصطباحاتُ جوعٍ
وقبّلتْ وجهَها شعلةٌ لاهبةْ
كم جرّبت حظَّها من مراراتِ بؤسِ السؤالِ
على قارعاتِ الرصيفْ
وذابتْ على شهوةِ الجوعِ شوقاً لضمِّ الرغيفْ
مسكونةٌ بالشقاءْ
حظُّها من ليالي المدينةِ
حضنُ العراءْ
بعضُ أحلامها أن ترزقَ الدفءَّ
أو ترتمي في ذراعِ الجدارْ
ضيعت شوقها نظرة الرِّق
وألجمت صوتها الصرخةُ الواجفةْ
زادها من رحيقِ الضياعِ
فتاتُ الموائدِ
تسبقُ الجوعَ
أن يدركْ ارتعاشاتِها
وتغمسُ اللقمةَ البائسةْ
لاجئة..
وفي صبحِها شارعٌ للضياعِ
ورفقةٌ من عيونٍ تلوكَ الثيابَ
وتبني خيالاتِها الآسنةْ
نهاراتُها
ما تبقى من غلّةِ الأمسِ
حاجاتُها
قوتُ أحلامِها
ما يبلُ العروقْ
ما يحبسُ الضيقَ قيدَ أقفاصهِ
منعماً بالضياءْ
هي الآن لاجئةْ
وحيدةٌ تسترُ آلامَها من شرودِ الخطايا
وتندبُ الفاجعةْ
مكسورةٌ أحلامُها
تسمرتْ على مواجعِ الأسى آمالُها
ومات حظُّها من رغبةٍ في الزوجِ والولدْ
في لحظةٍ شريدةٍ شريدة
تساقطتْ سماؤها بالنارِ والدخانْ
تحولت في لحظة شريدة للاجئةْ
وحين تاهتْ في مجاهلِ البلادِ
أيقظت سماءَها
وأمسكتْ في محفلِ النسيانِ
حُلمَها الكسيرَ
ناظرةْ
تقولُ للنجومِ، يا نجومُ إن يكنْ ..
غريبةٌ أنا..
أضيع في مجاهل الدروب والقلوب والغيوب
جريحةٌ أنا..
وحيدة وصابرة
© 2024 - موقع الشعر