أعانق الفناء

لـ مُحمَّد سماحة، ، في الحكمه والنصح، 150، آخر تحديث

أعانق الفناء - مُحمَّد سماحة

إنطلق دُعاةُ القتَّامةِ يُبشِّرون
بعدمٍ لا يشفي اليوم عليل

يَدعون بهمةٍ لعِناقِ موتٍ
ناسين عالماً غضّاً جميل

يشدُّون بثقةٍ على قلوبٍ
شريدة تُساق لحسن السبيل

يقولون شقوة تزيد عليها
و أثر البلوة عليهم ثقيل

ما ضرَّهم العيش إنما ق
نطوا وعيش المكروبين ذليل

يقولون بشُحِّ البدائع وأقول
أن العوارُ في الدنيا قليل

هاكم أشجارٌ بالزهرِ تزدانُ
تراقصها النسائِمُ حيثُ تميل

وهاكم جداول البِلال داهِقةً
تفيض مشاربها بالعذبِ تسيل

وهاكم موائد الثريد مُدَّت
بحُمرٍ طيابٍ حفَّها تتبيل

تنادي أفماماً سمَّاعةً للندا
تُداعبها بتغميس و تدبيل

وتلك رواسي رصَّتها أيامٌ
تعود عليها بلا تبديل

وهذى الفيافي توسدها
وسنانٌ تغطى بالنجمِ سُهيل

والغيدُ الكواعبُ واقفاتٌ
بحِسنهنَّ قسامةٌ و تفصيل

ناهِدٌ وعجزاء و زهراء
وهيفاءٌ و غيداء وخودٌ بتيل

ثغورهن قبلة كل واهنٍ
وضحكهن للحائر خير دليل

فلماذا ويحكم أعانقُ الفنا
راضَّاً آي الكون الجليل

وأبادل نعمة العيش بأسى
لأتوارى في غيابة التهويل

فالسعدُ عطيةُ كل طالب
سعى للمعالي بسهر الليل

واليأس منبت كل علةٍ
والفشل داء شدة عتيل

سماحوڤيتش - 27 يونيو (حزيران) 2018 م
© 2024 - موقع الشعر