قنبلة الفناء - إيليا أبو ماضي

إذا سحقت أرضنا القنبلة
كما يسحق الحجر الخردله

وقوّض مفعولها الراسيات
فصارت غبارا له جلجه

ودبّ الفنا في ذوات الجناح
وغلغل في النّبت فاستاصله

وفي الماشيات وفي الزاحفات
عليها إلى آخر السلسه

فلا زهر يأرج في روضة
ولا ديك يصدح في مزبله

وضاع الزمان ومقياسه
وأشبه آخره أوله

ولم يبق حيّ على سطحها
وأصبح عزريل لا شغل له

فذلك خطب يهول النفوس
تصوره قبل أن تحمله

ولكنّ أمرا يعزي الجميع
إذا سحقت أرضنا القنبلة

فلن يدع الموت حيا
يلوم سواه على هذه المقتله!

© 2024 - موقع الشعر