حان الوداعْ ...

لـ الطاهر الصوني، ، في غير مُحدد، 114، آخر تحديث

حان الوداعْ ... - الطاهر الصوني

حان الوداعْ ...
لا... لا تناديني بما شئت ،
انزعي عنك القناعْ
و توسدي الأرياح
يا وجه الغياب ،
و يا نزيف الأرض،
يا عرس الضياعْ
لم تبق إلا ساعة،
من عمريَ الممتد في أفق
يلوح هناك، بينك و الثرى
عند القلاعْ
لم تبق إلا ساعة
و سينتهي خبري،
و يسدل عن شِعري الشراعْ
و ستحرق الأرض التي
شربت دمي،
ألقت فمي
في جبها
بعد الوداعْ
كانت هناك، على مهب الريح
مدواتي و قرطاسي
و كان الشمع يذرف دمعه
دون انقطاعْ
قد كنت نبضي حين همس الحرف
كنت كسكرتي
بعد انتشال الموت من وجع اليراعْ
كنت الرياح
تتوج الموتى
هنا شهداء
تنفض الأشلاء
من ترب القطاعْ
لفظوا هنا أنفاسهم شنقا،
على باب السماءِ،
على تلال من إباءِ،
شربوا هنا كأسا من الموت المشاعْ
لازال في الوقت اتساعْ،
لازال في الأرض امتداد،
نبتني بيتا،
و نبني هاهنا مدنا،
و نغرس هاهنا شجرا...
و نتخذ القلاعْ
كانت يداك تؤتثان
لثورة المستضعفين،
هنا...
و ترتشف الشفاهُ الخوفَ
من وجعي ،
يؤتثها الجياعْ
© 2024 - موقع الشعر