الناس وكبش العيد - احمد البقيدي

الناس في هذي الحيا صِنفان:
عالي المكان، وفاقد الإمكانِ

أمَّا الذي استغنى وزاد ثراؤه
فتراه في بَحْبُوحَةٍ وأمان

لا تعتريه مدى الزمان نوازلُ
مَحْمُومَة الأسعار والأثمان

أيامه عيد بدون تَرَقُّبٍ،
واللحم مُزْدَرَدٌ بلا حسبان

أمَّا الذي قَهَرَ الزمان جهودَه
وعَتَتْ عليه مَطَالبُ الولدان

فالعيد يُرهقه بِطَلْعَةِ كَبْشِهِ
وغلاؤه يَكويه بالنيران

مِنْ أين يبدأ والمصارف كُثْرَةٌ؟
والدخلُ مَحدود، ومنه يعاني

بمؤونة أو كسوة لصغاره
أو صحة منهارة البنيان

واعْجَبْ فإنْ تَعْجَبْ لِقَوم بادروا
بشراء كبش وزنه كبشان

قالوا كرا السكنى يُؤَخَّرُ دفعه
شهرا، ويأتي في المحل الثاني

أمَّا شِرَاءُ الكبش –عند أناسنا
فَمُنَفَذٌ حينا، و دون هوان

حتى ولو بيع الأثاثُ جميعه
بمزاده العلني في النقصان

هم يشترون بكُلفة مَرموقة
حتى يقال: فلان وابن فلان

يَتخيرون بلهفة وشطارة
كبشا سمينا (صَرْدِيًا دَمَّانِي)

قرناه معقوفان رابع دورة
لا كبش مِثْلهُ لاح في القُطعان

صَعَدُوا به سطحا فزاد ثغاؤه
وكأنَّما بُوقٌ على الجيران

أُضْحية الإسلام نِعْمَةُ ربنا
وجزاؤها الإحسان بالإحسان

وَجَبَ اقتناؤها بدون تكلف
يدني من الإعسار والشنآن

كل على قَدْرِ استطاعة دخله
فالعيب في التقتيرو الخسران

والله يسر للعباد حياتهم
فلينعموا من فضله الرباني

© 2024 - موقع الشعر