متم القصيد - احمد البقيدي

على اللوح سطرتُ بَدْءَ النشيدْ
نشيد الحياة ليوم جديدْ

فقال التلاميذ في دهشة:
"وأين تتمة هذا القصيدْ؟!"

أَجَبْتُ:
"لهذا القصيد ابتداء

ومنكم ختام فهل من مزيد؟"
فقالت بثينة بعد ارتياب:

"لعمري فهذا منال بعيدْ"
فقلت:

"لماذا؟ أليس الشباب
يفل القيود بعزم أكيدْ

ويبدي طموحا ويرنو لمجد
ويبني الجسوريدا من حديدْ"

- تَحَيَّرَ في الأمر بعض الرفاق،
و صاح فريد كخصم عنيدْ:

"بأي البحور ارتمى زورقك؟
ببحر السريع

الطويل
المديد؟

وأيَّ القوافي تُرى نقتفي
لرص الجمان بعقد نضيد"

أجبت بلطف وقول حصيف
أحاول تَطْمِينَ رَوْعِ فريد

وقلت:
"الحياة نشيد جميل

كَطَيْفِ النسيم بفجر جديد
فغنوا جميعا بدون قيود

كنهر طليق.. وطيرغَريد
وقلت لأسما:

"مُنِحْتِ الكلام"
فقالت:"علام الخصام الشديد

وهذي الحروب وهذا الدمار
يَدُّكُ الأصيل و يُبْلِي الجديد

فأين السلام؟
وأين الوئام؟

لماذا الحصار الخطير يزيد؟
وأين المحبة بين الشعوب؟

وأين ابتسامة ثغر الوليد؟
وهذه الجياع تهجر قهرا

تعيش المنافي بلا يوم عيد
ولا من يحرك فينا السكون

ولا من يصد عتو المَريد..."
وساد الهدوء

فقامت
وقالت ثريا:

"إليكم سؤالي الوحيد
لماذا نعيش الحياة حيارى؟

أجبني...سألتك عبد الحميد"
فقال الصديق:

"لأنا تركنا
سبيل الهدى والسلاح العتيد

نمني النفوس بطيف السراب
وقطف نجوم السما من بعيد

كلانا يقاسي الجفاء ثريا
ويُكوى بنار البعاد وحيد

كلانا يعاني الفراق اغترابا
و يبقى بِغَوْرِ الظلام فريد

كلانا يجاري هواه اعتزازا
ويفعل في شأنه ما يريد

كلانا يعادي أخاه انتقاما
و يبدأ بالضرب ثم يعيد"

فردت سعاد:
"علينا اعتماد

فنحن الغد المستنير الجديد
وهذا اقتراحي

يوازي ارتياحي
وأستاذنا من لديه المزيد"

أخذت الكلام وقلت:"
" آسمعوني

سلام عليكم فهذا النشيد
أراه استقام بفضل الجميع

كلاما رصينا
وقولا سديد

فغنوا جميعا نشيد الحياة
وقولوا بصوت شجي فريد

لتبقى الفضيلة دوما
ويحيا السلام

وهذا متم القصيد"
© 2024 - موقع الشعر