مُطرب الحَي يُعاني - احمد البقيدي

مُطْرب الحي يُعاني
في بلادي ما يُعاني

منْ جُحود الأهل طُراً
وجَفاء وهَوان

أخْرسُوه ثم قالوا
واسْتعانوا ببيان

"نحْن أصْدرنا قرارا
في اجْتماع البَرلمان

إن ذا المطربَ فينا
غَيْرُ مُجْد بعْد آن

قدْ سئمْنا منه لحْنا
في حِجاز واصْبهان

ومَللنا صَد عُود
وأنينا لكَمان

فليالي الأمْس راحتْ
وطواها الحَدَثان

إنما نحْن أُناس
منْ بَني هذا الزمان

نبْتغي لحْنا جديدا
وانْفتاحا في المعاني

أيهاالمُطرب فارْحلْ
بسلام و أمان

لم نعُدْ نسمعُ منكمْ
غيْرَ (آهٍ دانِ داني)

ولِذا نرْجو بَديلا
كفُلانِ ا بْن فلان

ونُنادي لاحتفال
نجْم رقْص وغِوان

نُغْدق المال على مَنْ
حَل منْ أقْصى مكان

مِنْ مُحيط لخليج
أو شَهير(أمْرِكاني) "

سمع المطرب هذا
فتصدى للبيان

"يا أُهَيْلَ الحي عفْوا
ما لكُم دون اتزان؟

أنسيتم لحن حب
كان عشْقا من زمان؟

و ترانيمَ نشيد
يجْتلي سحْر بياني؟

أنسيتم صدْق لحني
في ليالي المهرجان؟

ومواويلَ حِسان
هام فيها الثقلان؟

لمْ تروا مني فُتورا
أو نشازا في الأغاني

ليْس في التجديد ضَيْر
إنْ أتيتُمْ ب(يَبَاني)

لكنِ القسْمة ضِيزى
حينَ يُقصى ذو المَكان

مالكُم في العهْد صدْق
أو دوام للأ مان

كُلما أنشدْتُ لحْنا
يرْتضيه العاشقان

كان منكمْ رد فعْل
بسهام قدْ رماني

المَفاهيمُ لديْكم
بادياتٌ للعيان

ليْس يخْفى القصْدمنها
هي أغنى عنْ بيان

تُبدلون النايَ طبْلا
فتُصَم الأذُنان

أزَعيقٌ لغُراب
كدُعاء الكرَوان؟

أتَرون الحفْل أزهى
في حِمى بنْت الدنان؟

ولُقى الأفراح أحْلى
بكؤوس وقنان؟

لسْت أرضى غيْر حي
مُولع بالفن عان

لا يُجاري لهْوَ قوْم
أو يُداري في افتتان

ذاك حَيي إنْ دعاني
قدْ سباهُ ما سباني

فوَداعا إن لحْني
وغَدي يَنْتظراني

لا أراني الله قوْما
لم يُراعوا قدْر شاني

قُبحَتْ أرْض وفيها
مُطْرب الحي يُعاني"

© 2024 - موقع الشعر