طموح الفتى يجمح والايام كابتة - دحام المنور الخالدي

طموح الفتى يجمح والايام كابتة
وعينه ورا سراب الاحلام ثابتة

ورجله تحط بكل خطوة على نهد
ولو دونها كل المخاليق عابته

وانا في زمانٍ فيه ضيعت حيلتي
كأن القدم ساطور لحّام صابته

أنا اجوه قافٍ ياخذ القلب صوبها
ولو بالدروب رماح الاوغاد نابتة

ولا لي خوي تانس بشوفتْه وحشتي
وعز الرجل وقت الشدايد اعصابته

إلى دار جدي ساقني خبل جنتي
قلوب الاوادم اسقطت من مهابته

عدا في حلاها جاهل الحق والهدى
يظن الطهارة شكلها في جنابته

الا كنها صارت ليا ساسها الولد
جهنم وطاحت في لهبها غلابته

ومثلي ليامن شاف ما شاف ناظري
لعن يومَ به أمٍّ .. تعنّت وجابته

فلا الخالدية .. خالدية زمانها
كأن الردى ناشر عليها ضبابته

عواج الحراثة سبّة عناد ثورها
وبها قد دريت ان السبع خان غابته

على رسمها شاعر حبس جمر عبرته
لو يحطها في جوف صخرٍ أذابته

وعلى نار دارٍ شبّها ابليس للردى
توجّد .. وتلّ القوس واسند ربابته

ألا يا وجودي وجد سرحان لى عوى
بصوتٍ تقول انه ينادي قرابته

تهيّض على جروٍ وسط جحر وانهدم
غدوا حينها وافلاذ الاكباد سابته

فلا فزعتن فكّت ليا حدّه البلا
ولا جراه من تحت المرادم أجابته

© 2024 - موقع الشعر