أبى غرب هذا الدنع إلا تسرعا - أبي فراس الحمداني

1 – أبى غرب هذا الدنع إلا تسرعا
وكنون هذا الحب إلا تضوعا

2 – وكنت أرى أني مع الحزم واجد
إذا شئت مرجعا

3 – فلما استمر الحب في غلوائه
رعيت مع المضياعة الحب ما رعى

4 – فحزني حزن الهائملن مبرحا
وسري سر العاشقين مضيعا

5 – خليلي، لم لا تكياني صبابة
أأبدلتما بالأجرع الفرد أجرعا ؟

6– على، لمن ضنت على جفونه،
غوارب دمع، يشمل الحي أجمعا

7 – وهبت شبابي، والشباب مضنة،
لأبلج من أبناء عمي، أروعا

8 – أبيت، معنى، من مخافة عتبه،
وأصبح، محزونا، وأمسي، مروعا

9- فلما مضى عضر الشبيبة، كله،
وفارقني شرخ الشباب، مودعا،

10 – تطلبت بين الهجر والعتب فرجة
فحاولت أمرا، لا يرام، ممنعا

11 – فلو أن أسري بين عيش نعمته
حملت لذاك الشهد ذا السم منقعا

12 – ولكن أصاب الجرح جسما مجرحا
وصادف هذا الصدع قلبا مصدعا

13 – وصرت إذا ما رمت في الخير لذة
تتبعها بين الهموم، تتبعا

14 – وهأتا قد حلى الزمان مفارقي،
وتوجني بالشيب تاجا مرصعا

15 – فلو أنني مكنت مما أريده
من العيش، يوما، لم يجد في موضعا

116 – أما ليلة تمكضي ولا بعض ليلة
أسر بها هذا الفؤاد المفجعا؟

17 – أما صاحب فرد يدوم وفاؤه
فيصقي لمن أصفى، ويرعى لمن رعى؟

18 –أفي كل دار لي صديق أوده
إذا ما تفرقنا حفظت وضيعا؟

19 – أقمت بأرض الروم، عامين، لا أرى
من الناس محزونا ولا متصنعا

20 – إذا خفت من أخوالي الروم خطة
تخوفت من أعمامي العرب أربعا

21 – وإن أوجعتني من أعادي شيمة
لقيت من الأحباب أدهى وأوجعا

22 – ولو قد رجوت الله لا شيء غيره
رجعت إلى أعلى وأملت أوسعا

23– لقد قنعوا بعدي من القطر بالندى،
ومن لم يجد إلا القنوع تقنعا

24 – وما مى إنسان فأخلف مثله،
ولكن يزجي الناس أمرا موقعا

25– تنكر سيف الدين لما عتبته،
وعرض بي، تحت الكلام، وقرعا

26 – فقولا له : من أصدق الود أنني
جعلتك مما رابني، الدهر مفزعا

27 – ولو أنني أكننته في جوانحي
لأورق ما بين الضلوع وفرعا

28 – فلا تغترر بالناس، ما كل من ترى
أخوك إذا أوضعت في الأمر أوضعا

29 – ولا تتقلد ما يروعك حلية
تقلد، إذا حاربت، ما كان أقطعا

30 – ولا تقبلن القول من كل قائل
سأرضيك مرأي لست أرضيك مسمعا

31 – فلله إحسان علىي ونعمة
ولله صنع قد كفاني التصنعا

32 – أراني طريق المكرمات، كما رأى،
علي، وأسماني على كل من سعى

33 – فإن يك بطء مرة فلطالما
تعجل، نجحوي، بالجميل وأسرعا

34 – وإن بحف في بعض الأمور فإنني
لأشكره النعمى التي كان أودعا

35 – وإن يستجد الناس بعدي فلم يزل
بذاك البديل، المستجد، ممتعا

© 2024 - موقع الشعر