غرة المجد

لـ محفوظ فرج، ، في غير مُحدد

غرة المجد - محفوظ فرج

في السنة الهجرية السابعة عشرة لوفاة
العلامة الشيخ أيوب الخطيب ( رحمه الله )
غرة المجد
 
أليلٌ تمادى في كواكبه المدى
أم الحزن فوق الفجر حالكه عدا
 
أم المجد والعرفان فاضاإلى العلا
بعيد تسامي موئل العلم والهدى
 
ترفرف روحاً والمحاسنُ حوله
تجاذب سامراء حباً تعمدا
 
فأعظم بخطبٍ هوله زلزل الصدى
بفقد سليل الحمد حين تغمدا
 
مضى بيننا لكن ضوع كلامه
تناهى فعم العالمين مرددا
 
فإن ودع الدنيا وفارق أهلها
فقد جعل الإحسان منه مخلدا
 
أيا غرة المجد الذي في بهائه
تقر عيونٌ حين ينطقُ مرشدا
 
فقدناك فقد العين ناظرها الذي
به أبصرت علماً له قد تجسدا
 
به أبصرت بحراً ترامت حدوده
وساحله مأوى لمن رام موردا
 
جلوت لسامراء وجهاً مباركا
زهى بربيع من نداك مجددا
 
تفانيت تسقيها بنبضك أكؤسا
سلا فتها شوقا. وحبا لأحمدا
 
أقول وأرواحٌ تمنت بحزنها
تفديك كي تبقى لأبنائها يدا
 
إذا كنت للأعلام شيخا ومرفدا
فإنك أعلام وإن كنت مفردا
 
دعتك لها الدنيا بكل فتونها
فعلمتها كيف المفاتن تفتدى
 
وكيف من الإيمان بالله وحده
يقربه رب البرايا تعبدا
 
ترفعت عما كان سهلا مناله
فأصبحت في الدارين شيخا مؤيدا
 
مقامك محمود سويدا قلوبنا
وذكرك يبقى للمنابر مسندا
 
طلبت رحاب العلم لله وحده
فأضحت مناحيه لشخصك خردا
 
وحفتك حور الفقه طوعا بواسما
فما قلت إلا كنت للعين مرودا
 
هو الشعر إذ يقوى على الشوق جانحا
ليعييه أن يحوي خصالك منشدا
 
فأنت الذي قد علم الناس حبهم
لمعنى به يهوون للقاع سجدا
 
وعلمتهم حب التواضع سالكا
طريق أبي الزهراء حتى تمهدا
 
بعطفك قد أفنيت صخر قلوبنا
وقوَّمتَ معوجّاً بحزمك مرعدا
 
سديد الرؤى والرأي حلمك ماثلٌ
تبز خطوب الدهر سهما مسددا
 
بكتك القوافي وهي تذرف دمعها
دما حين وافى النعي واختنق الصدى
 
فكان دويا دك منا مسامعا
يشنفها وعض لشخصك مصعدا
 
يقول فتنساق الفصاحة حرة
تخيره من درها ما تعودا
 
فيخرس نحريرٌ ويخجل مصقعٌ
إذا قال فالخطباء صمت تبددا
 
وإن جاء ذكر المصطفى في لسانه
يرافق دمع العين مقوله ندا
 
تغمده الرحمن في رحمة بها
جنائن عليين مثوى له غدا
 
مع المتقين الفائزين مخلدا
مع المتقين الفائزين مخلدا
© 2024 - موقع الشعر