حمامة و البلبل - نايف سالم الزهراني

حمامة بين الزهور ترقرق
و البلبل المهموم ظل يرنقُ
وتقول في نغم المكان حكاية
كانت تسوق محبة فتفيلقُ
بالود و التنغيم قلبي عاشق
والصوت مني ظل بيني يعبقُ
حتى البساتين العريقة ما تزا
ل بودِّ ذاك النغم نغما يزرقُ
نبضات قلبي فوق ذاك وجيهة
فالقلب طار وطار قلبي المبرقُ
فأنا الحمامة فانسجام رائق
يا أيها الغناء غزلك مشْرقُ
فالزهر و الأنواء ظلت في الهدى
وترى من العينين ما يتدفّقُ
ما دمتِ خير حمامة فعلى الجوى
أن ينبضنَّ القلب نبضا يلْحقُ
فأنا الغناءٌ ولي التغني غنوة
كل المراقص قيل منك أدقدقُ
فالبلبل الغَنّاء يطرب جوه
لكنّ رقصك بالمكان يشوقُ
فلقد أخذت وكنت بينك جاهلا
حتي يقنت بأن قلبي يشْهقُ
فالكل فيك منضم ٌو منمّقٌ
حتى القطائف بالنسيم تحلّقُ
فالصوت منك مهدل بهديله
فالقلب شاق وشاقه المتوسقُ
صوت و نغم و اغتنام مدهش
ومسرة ظلت علينا تخْلقُ
وطروبها متعلقٌ بلطافةٍ
طيب ورغْدٌ بالحواس مرقرقُ
يا حظ عيني و الغصون بحولها
تترقرق الأغصان حين تألّقُ
إني على كون الحياة مغرد
ولسوف أغرق في هواك وأسحقُ
أنت الحنان وكل شيء ناتج
فالقول فيك مقوّلٌ ومحقّقُ
صدق الأنوثة ظل فيك مهيجا
حتى الكواكب بالسماء تحدّقُ
سبحان ذلك حين نغم شوقها
نهر و بدر كاللهيب يحرّقُ
كنّا هنا و الزهر فينا شاهد
و الكون من كون الحياة يربّقُ
نايف الزهراني
© 2024 - موقع الشعر