البلبل الغرد الذي هز الربى - أحمد شوقي

البلبل الغرد الذي هز الربى
"أنشدت في الحفلة التي أقامتها رابطة

الأدب الجديد، تكريماً للشاعر الأستاذ
"محمود أبو الوفا"، وكانت هذه القصيدة

سبباً إلى عناية الحكومة المصرية وقتئذ
بالشاعر –أبي الوفا- وتسفيره إلى أوربا

لعمل رجل صناعية بدل ساقه المبتورة!"
وعصابة بالخير ألف شملهم

والخير أفضل عصبة ورفاقا
جعلوا التعاون والبناية همم

واستنهضوا الآداب والأخلاقا
ولقد يداوون الجراح ببرهم

ويقاتلون البؤس والإملاقا
يسمون بالأدب الجديد، وتارة

يبنون للأدب القديم رواقا
بعث اهتمامهمو، وهاج حنانهم

زمن يثير العطف والإشفاقا
عرض العقود فكان دون نبوغه

قيداً، ودون خطى الشباب وثاقا
***

البلبل الغرد الذي هز الربى
وشجى الغصون، وحرك الأوراقا

خلف البهاء على القريض وكأسه
فسقى بعذب نسيبه العشاقا

في القيد ممتنع الخطى، وخياله
يطوي البلاد وينشر الآفاقا

سباق غايات البيان جرى بلا
ساق، فكيف إذا استرد الساقا؟!

لو يطعم الطب الصناع بيانه
أو لو يسيغ لما يقول مذاقا...

... غالي بقيمته، فلم يصنع له
إلا الجناح محلقاً خفاقا!

***
© 2024 - موقع الشعر